اعتراف - علي محمود طه

إن أكن قد شربت نخب كثير
ات و أترعت بالمدامة كأسي

و تولّعت بالحسان لأنّي
مغرم بالجمال من كلّ جنس

و توحدّت في الهوى ثم أشركـ
ـت على حالتي رجاء و يأس

و تبذّلت في غرامي فلم أحـ
ـبس على لذّة شياطين رجسي

فبروحي أعيش في عالم الفنّ
طليفا و الطّهر يملأ حسّي

تائها في بحاره لست أدري ،
لم أزجي الشّراع أو فيم أرسي

لي قلب كزهرة الحقل بيضا
ء نمتها السّماء من كلّ قبس

هو قيثارتي عليها أغنّي
و عليها وحدي أغنّي لنفسي

لي إليها في خلوتي همسات
أنطقتها بكلّ رائع جرس

***

كم شفاه بهنّ من قبلاتي
وهج النّار في عواصف خرس

و وساد جرت به عبراتي
ضحك يومي منه و إطراق أمسي

أيّهذي الخدزر ! أنوارك الحمـ
ـراء كم أشعلت ليالي أنسي

أحرقتهنّ ! آه لم يبق منهنّ
سوى ذلك الرّماد برأسي !