عيش الذل نار - فكري ناموس

يا جريحَ القلبِ كافحْ
لا تسامحْ
لا تفكرْ أن تصافحْ
إنه يرجو لكَ الإغراقَ فاحذرْ
أن تجرَّ الذلَ أثواباً ..
وأنتَ اليومَ ناجحْ
****
كيف ترضى أن تعانقْ
شانق الآباءْ
تجار النساءْ
سارقَ البسماتِ من وجه الصباحِ الحلو...
أنتَ اليومَ سابقْ
****
هاهي الأفواه تجرى بالدماءْ
وعيونُ القهرِ تهوى ...
أن ترى فينا البكاءْ
ها هي الآذان تهوَى ..
أنةَ الأطفالِ فى جوف المساءْ
ها هى الأقدامُ تسعى ..
كى تهدمْ
ما تبقى من تراثِ الأنبياءْ
****
إننى أشتاطُ غيظاً منكَ ..
من كل الرجال الأذكياءْ
من بنات الليل من كل النساء
كيف كالمذبوحِ ترقصْ
ثم يسبيك الغناءْ ؟!
****
أيها الصعلوكُ من أمة طه ..
كيف يأتيك المنامْ ؟!
كيف يعلوك ابتسامْ ؟!
وحياةُ الناس صارت كربلاء
وليالينا عويلٌ وصراخٌ وبكاءْ
اسألوا ( بغدادَ ) عن صدق حديثى ..
أو سلوا القدس وأنهار الدماء
أو سلوا الحكامَ عن ليلٍ مريضٍ ..
كم تعدى فى صباحِ الأتقياءْ
أو سلوا الدينَ المسجى ...
فى عيونِ الصالحين الأولياءْ
كيف يمضى العلمُ يوماً ..
فى ركابِ الرؤساء ؟!
ثم نهوى أن نغنى ..
ليس بعد الجهل داءْ
****
علم الأولادَ أنّ الجرحَ غائرْ
لا يداويه اعتذارٌ واعترافْ
لن يعيد الحقَ للجندِ الضعافْ
فإذا الذئبُ تمادى ..
ليس ذئبُ الذئبِ ..
بل ذنبُ الخرافْ
علم الأولادَ أنا لا نخافْ
علم الأولادَ أن الموتَ عزُّ وانتصارْ
أن عيشَ الذلِ نار ْ
أننا بالموت نرجو الفجرَ نجترُ النهار ْ
أننا أحياءُ إن متنا وإن عاش الدمار ْ
علموا أولادكم عزَّ الخلاصْ ...
أن فجرَ النصر آتٍ لا مناصْ
أن نور الحق تحميه رجالٌ ...
تشتهى طعمَ الرصاصْ
أننا نبغى القصاصْ
****
علم الأولادَ من تاءٍ وباءْ
أن نصرَ الله جاءْ
أن نورَ الحق عمَّ الكونَ...
قد ساد الضياءْ
أين قارونُ الذى من قوم موسى؟
أين فرعونُ المبجلْ؟
أين ذو الفيل المكابرْ؟
تبّت الأيدى جميعاً لا بقاءْ
فانهضوا لا تركعوا ..
أو تصرخوا مثل النساءْ
إن جند الحق تحميه بنا عينُ السماءْ
والغدُ الآتى تفاريحٌ ونورٌ وانتشاءْ .