ماذا جنى الأحرار ؟ - فكري ناموس

يا ظالما ًزدنا أسى ً ومراراً
أو فاسقنا كأس َالمذلة ِنارا

ماذا جنى الأحرارُ في أوطانهم
لتسومهم هذا العذابَ جهارا؟!

افعل بهم ما ترتئيه فإنهم
ظلموكَ لما عاهدوا القهارا

ظلموكَ لما أعلنوا إصلاحَهم
وأرادوا من ليل ِ الظلام ِ نهارا

أموالـُهم خُذها فقد تغنى بها
و أْمُرْ بنيهم يلعقوا صبارا

أو كلما خوّفتـَهم زادوا هدًى
و أصروا في منهاجـِهم إصرارا؟

ماذا أصابكَ أيها الفرعونُ هل
أعيتكَ شرذمة ٌ تـُريد فرارا؟!

والأرض ملكك والسما بك تحتمي
و إذا أمرتَ تفجّرتْ أنهارا

ماذا يريدُ المصلحون بأمننا
والخيرُ عمَّ القطرَ والأمصارا؟

والعدلُ قد ساد البرية َ كلما
كذبوا رأيتـُك تـُكرمُ الأحرارا

ماذا يريدُ المصلحون بشعبنا
والشعبُ يرفلُ في النعيم مرارا؟ّّ!

والمالُ قد ملأ الجيوب ولم نر
يوما غلاء لم تزد أسعارا؟!

ماذا يريدُ المصلحون بفكرنا
إن زدت في الفكر الجهول دمارا؟!

أكرمتَ عالمهم بسجن قيم
حتى يفكر أو ينال قرارا

ماذا يريد ُالمصلحون وكلنا
نهوى الطوارئ أسْكِتْ الأشرارا؟!

اقتل وشرِّد واعتقلْ أحلامَهم
هم يعشقون الطهرَ والأطهارا

أيحاربون العرى أن نحيا به
أم يمنعون العشقَ والسمارا؟

ماذا تبقى في البلادِ إذا سعوا
نحو العفافِ ولا نريدُ خمارا؟

هل تصلحُ الدنيا بغيرِ عشيقةٍ
والله ربى لم يزل غفارا ؟

هاهم هم الأحرارُ هذا فكرُهم
لا يطلبون مع النظام ِ حوارا

متحجرون ولن تلينَ قناتـُهم
ولذا فلن تسمعْ لهم أعذارا

حتى إذا جنى المساءُ رأيتهم
يدعون غيرك َطامعين حيارى