مَنْ منَّا يهواكِ الأكثَرْ ؟! - محمد أبو العلا

مَنْ منَّا يهواكِ الأكثَرْ ؟!
مَنْ لَمْلَمَ فيكِ خيوطَ الشَّمْسِ
عبيرَ الزَّهْرِ
غِناءَ الطيرِ
تَسَرْبَلَ باللَّيلِ المُقْمِرْ
مَنْ زَيَّنَ عُمْرَكِ بالأشجارِ
وبالأزهارِ
وبالياقوتِ وبالمَرْمَرْ
مَنْ جَعَلَ عيونَكِ مِحْراباً
واستسقى حبَّكِ أكواباً
بمذاقٍ كمذاقِ السُّكَّرْ
مَنْ عَقَرَ القَلْبَ
وأعْطَى الحُبَّ
وقتَلَ النومَ لكى يَسْهَرْ
مَنْ حارَبَ فى عَيْنيكِ الحُزْنَ
وهَزَمَ الجُبْنَ
وفَتَّحَ عينيكِ لِتُبْصِرْ
مَنْ منَّا يهواكِ الأكثَرْ ؟!
مَنْ عَلَّمَ قلبَكِ نُطْقَ الحَرْفِ
وقَتْلَ الخوْفِ
وكانَ فؤادُكِ لا يُذْكَرْ ؟
أم رَجُلٌ يجهَلُ معنى العِشْقِ
ومعنى الصدقِ
يعيشُ بقلبٍ مُتَحَجِّرْ
يجهَلُ أو يُنكِرُ معنى الحب
يختال بقلبٍ متَكَبِّرْ
لا يعرفُ إلا كَمْ .. وبكَمْ
والصَيْفُ لديه
هو المُمْطِرْ
مَنْ منَّا يهواكِ الأكثَرْ ؟!
مَن منَّا غَنَّى لهواكِ
وتَجَلَّى بَدْراً بسماكِ
أأنا ...
أَمْ ذاكَ المُسْتَعْمِرْ ؟؟
هو مهما أعطى ما أعطى
لفؤادِكِ مِن حُبٍ .. مُقْتِرْ
مَنْ منَّا يهواكِ الأكثَرْ ؟!
مَنْ جَعَلَ الأعْظُمَ فُرْشاةً
والجسَدَ الخانِعَ مدواةً
والقلب الصَّب هو الدفتَرْ
مَنْ سَطَّر اسمَكِ فى التاريخِ ؟
أعبلَةُ
هل تَنْسى عَنْتَرْ ؟!!
إنى خَيَّرتُكِ ... واخترتى
معذرةً فاتنةَ المَنْظَرْ
لَنْ ألعَنَ حُبكِ فى ضَجَرٍ
فالقلبُ تَعوَّدَ أن يَغْفِرْ
مَنْ منَّا يهواكِ الأكثَرْ ؟!
قَد كُنْتُ أظُنُّكِ إن سَألوا ـ
عنى ... ستُجيبى
أهواهْ
وتقولى : هو لَوْ ضَيَّعنى
سأعيشُ لأُحيى ذِكراهْ
عَلَّمنى العِشْقَ .. وهَذَّبنى
وتَعَهَّدَ قلبى
ورعاهْ
ماذا تبغونَ ؟؟ أأجحدُهُ؟
ظالمةٌ أنا لو أنساهْ
أنساه .. أأنسى أغنيةً
كَمْ قَتَلَتْ فى قلبى الآهْ
أنساهُ .. أأنسى أمنيةً
كَمْ بَعَثَت بالقلبِ حياةْ
أنساهُ .. وقلبىَ هلْ يَنسى
وطناً يَتَغَنَّى بهواهْ
قد كنتُ أظنُّكِ ... لكنى
أبصرتُكِ
أنتِ المأساةْ
ولذا .. فسأرحلُ فى صَمْتٍ
وسأدعو
وفَّقَكِ الله..