فلنولينك قبلة تُرضينا - محمد سيد عمار

إنا أعطيناك الكوثر
فاعبد ربك دون سؤال
عن كيف الأحلام بوطنك
تصبح منكر ؟
إنا أعطيناك الكوثر
فتقرب من ربك وانحر
من يعتصم بحبل الله
إنا أعطيناك الكوثر
فاشرب منه حتى تثمل
ثم افعل ما تؤمر
إنا أعطيناك حصوناً من
رحمتنا
إنا أسكناك قصوراً في جنتنا
ومنحناك الشرف لتحيا في حضرتنا
هل تتذكر ؟
أنك كنت بعيداً جداً عن
رحمتنا
أنك كنت تحالف يوماً
من ركب حصان
المعصية
وتنطّق بحزام الرفض
هل تتذكر ؟
أن رياح الكفر بمن منحوك
حياتك قد جرفتك
أن سماءك قد رفضتك
أن الأرض على ما
تحوى من معصية
قد لفظتك
لكنك حين تعبت وعدت
لم نقتلك ، لم نصلبك ، لم نطردك
ومنحناك صكوك الرحمة
كي ترجع نحو حظيرتنا
وتسبح للرب وتشكر
إنا أعطيناك الكوثر
كي لا تبصر
إلا جنتك الموعودة ، والآيات
الكبرى
كي لا تنطق إلا شكرا
كي لا تهمس إلا ذكرا
كي تغتسل بماء الكوثر من
أدرانك
من آثار سياط العسكر
إنا أعطيناك الكوثر
فتذكر أن مياه الكوثر لا تقبل
جسداً يعصي الرب
لا تروى بشراً مشطور القلب
لا تُنبت زرعاً مغروساً في وجه
الصبح
لا تحمل بين ثناياها الجوهر
إنا أعطيناك الكوثر
حتى تتجرد من ذاتك
تفنى فينا
نأمر تفعل ، ننطق تسمع
نُبصر تشهد
تصبح سوطاً في أيدينا
تصبح نعلاً في أرجلنا
خيلاً وكلاباً مسعورة
جنداً ، عسكر
إنا أعطيناك الكوثر
فتخير
إما أن تنحر أو تُنحر .