رسائل قصيرة - محمد سيد عمار

( إلى الصمت )
إليك
يا أيها السلطانُ في هذا الوطن
يا أيها الملكُ المتوجُ
فوق أشلاءِ الكلامْ
بعد التحيةِ والصلاةِ
على مقامكَ والسلامْ
أشكو إليكَ حديثَ نفسي
في المنامْ
أشكو إليك تفكري في أمرِ
ذا العصرِ الهمامْ
أشكو إليك توجعي
من دفن رأسي كالنعامْ
بالله يا مولاي هل أخبرتني
هل هذه الأعراض أعراض الكلامْ ؟
( إلى محمد الدرة )
لأنك أطهر من في الزمانِ الدنسْ
وأجمل من في الزمان القبيحْ
فراشٌ يطير على كل دربٍ
فلا يستريحْ
وصرحٌ صغيرٌ من الأغنياتِ
فسيحٌ فسيحْ
ودرةُ أرضٍ تكيل القذارةَ
كيلاً صريحْ
لأنك أنت الهجاءُ الوحيدُ
بهذا الزمانِ الشجي المديحْ
لأنك أنت الجبالُ الرواسي
وبعضُ الملوكِ فراغٌ وريحْ
ستصبح بين الرفاقِ الذينَ
يبيعون لحمَكَ ، كبشاً ذبيحْ
وتصبح عند الذين يمصون
تلك الشفاه الحزينةَ وجهاً مليحْ
وتصبح عند الدراويشِ نذراً
فأنت الوليُّ وأنت الضريحْ
وتصبح عند قضاةِ الزمانِ
دليلاً جديداً على عدلِ هذا
الزمانِ الكسيحْ
دليلاً جديداً لعصرِ الصليبِ
وعصرِ المسيحْ
( إلى شارون )
كما أنت كنْ
جريئاً وحطم هذا الشغبْ
ولا تستجبْ
لهذا النباحِ بأرضِ العربْ
لمن يعشقون قشورَِ السلامِ
لتجميلِ وجهِ النضالِ الكذبْ
ولا تستجبْ
لمن حرروا أرضنا بالطربْ
ومن أرغموك على الانحناء ببعضِ الخُطبْ
ولا تستجبْ
لمن يلبسون النعالَ الذهبْ
وبين الشعوبِ كثيرون من أصدقاءِ الكُربْ
أولئكَ من يطعمون الحطبْ
ومن يرقدونَ بجوفِ اللهبْ
فلا تستجبْ
لمن يعلنون ألا قتالَ
وألا نزال
وأن المدائنَ تحت الطلبْ
أولئك من يلعنونَ الجهادَ
وعند القتالِ
تكونُ الشهورُ جميعاً رجبْ
فلا تستجبْ
لأنك أنت انتقامُ الإلهِ
وأنت الغضبْ
لأنك سيفُ الدمارِِ الوحيدُ
وباقي السيوفِ سيوفٌ خشبْ
( إلى الأقصى )
لله من قُتلوا ، ولنا الحجارةْ
ولك القداسةُ يا شعاعَ اللهِ
في أرض الطهارةْ
لا تبتئسْ
إن الجواهرَ قد تخالطها القذارةْ
لا تبتئسْ
إن الحرائرَ قد يلدنْ فوارساً
بين التخنثِ والدعارةْ
لا تبتئسْ
إن الدماءَ إذا همتْ
ستعيدُ للوجهِ النضارةْ
إن الشموعِ إذا خبتْ
ستعيدُ للقلبِ الجسارةْ
إن الجسوم إذا هوتْ
ستعيد للوطنِ انتصارهْ
وتقيمُ للسيفِ انكسارهْ
فلك القداسةُ يا شعاعَ اللهِ
في الأرضِ التي قد بُوركتْ
ولمن يبيعك هذه النيرانُ تغلى في الصدورِِ
فتنجلي في الكفِ
آلافُ الحجارةْ .