القبور - محمد سيد عمار

ألفٌ وباء
والابتداء على شواطئك الجريحةِ
قد يساوى الانتهاء
ألفٌ وباء
والحب في عينيكِ عهر واشتهاء
كل النوارسِ هاجرت خلف السفن
وتناثر الملاح أشلاءً على درب السماء
الأرض تملأها القبور
والزاحفون إلى الجحور على جسور الانتحارِ
يخبئون جلودهم خلف الضباب
وأراكِ في عيني سراب
جسد تمدد فوق أرصفة الغياب
أثداؤه ؛ ثديٌ تواريه الدموع
وآخرٌ تدميه أفواه الكلاب
الماء يجرى بين عينيك زلالاً صافياً
وشفاهكِ الجرداء يقتلها العطش
مات النخيل على جفونكِ واحتراق
والحالمون بوجهكِ المغسول نوراً يرحلون
ما بين حد السيف أو حد الجنون
أثار أقدام الجنود على جبينكِ يدخلون ويخرجونَ
يوزعون الموت في علب الهدايا للصغار
والحارسون يهللون يوقعون على صكوك الانكسار
ويوجهون وجوههم نحو الجدار
هل بعد هذا العار عار ؟ !!
هل يسلم الشرف الرفيع من الأذى
إلا إذا سقط المدار ؟ !!
فإذا هوى أتراه يهوى فوق أعمدة القصور
أم سوف يهوى فوق أكواخ الذين يهرولون إلى الجحور
ولسوف تمتلئ القصور بمن يريدون النجاة
وتزيد أعداد القبور
والناس تستجدى السماء
ألفٌ وباء
الأحرف الأولى على درب الهجاء
أن ترضعيني الانحناء
أن ترضعيني الانحناء .