جُرح - محمد سيد عمار

الجرح ينزف من جديد
ووجهك الملعون في كل البلادِ
يئن من هول الصدود
كل المرافئ طاردتك وأرغمتك على الرجوع
كل الأساطير التي قد كنت ترويها لنا
ماتت هنا
ما عادت الأنباء تحمل من أساطير البطولةِ
غير ذل وانكسار
الجرح ينزف من جديد
وعمرك المنفي في هذا الوطن
مازال يبحث عن صباه وعن أبيهِ
وعن بقايا من ليالٍ دافئة
ماتت جميع الذكريات تحطمت
داستها أقدم تغنى للفناء
يا أيها البطل الهواء
دمك المراق بلا قتالٍ أو نزال
ما عاد في لون الدماء
أغراه خوفك واشتهاؤك والخضوع والانكسار
أن يرتضي لوناً يحاكى الاصفرار
أن يرتضي حتى الفرارَ من الجسد
الجرح ينزف من جديد
والنصل في الأحشاء غائر
النصل يا صعلوك غاص إلى الضمائر
هل يلتئم جرح تعانقه النصال وتشتهيهِ
وألف كفِ تجتمع
كي تدفع النصل المسافر في الضلوع
الجرح ينزف من جديد
والعمر يدنو من محطته الأخيرةِ
فوق أروقةِ القبور
أكفانك البيضاء تصنع من زمن
والنعش أجمل ما يكون
تاريخ موتك فوق قبرك قد كتب
كل النساء لبسن أثواب الحداد
والكعك في جوف السلال مجهزٌ
كي يأكل الفقراء منه ترحماً يوم السقوط
الجرح ينزف من جديد
وسهامهم تأتيكَ من كل الحدود
لا تنتظر أن يسعفوك
لا تنتظر أن يشفي هذا الجرحَ سفاح وقاتل
كفانِ عندك لا تهن
فاكتم نزيفَ الجرح عنك بواحدة
واهزم فلول الخوف بالأخرى وقاتل