التيه - محمد سيد عمار

حطِّم عصاك على صخور ظامئات للحنين
وابكِ على أطلال عمر قد مضى
هذى عصور المعجزات قد انقضت
أصبحت مغضوباً عليك ومستباح
أصبحت موصول الجراح
عنوان قلبك في الليالي الغائمات طريقه
والدرب لا يدنيك يوماً للصباح
حطم عصاك وطر على وجه الرياح
واسلك طريقاً للهرب
فرعونُ والجيشُ اقترب
ماتت عصاك فكيف تلقف خيلهم
أو كيف تفرق في جبين البحر درباً للنجاة
التيه حولك فانطلق
وابحث عن النور المقدس
في صحائفك القديمة
لن تلفظ الشطآن هامان العظيم ولا الجنود
والموج لن يركع أمامك أيها المزروع في كبد الحقيقة
والريح سوف تجئ من أقصى الشمال
لكي تطأطئ رأسك المرفوع في وجه النخيل
كي تسمع العجل الأبيسي الملامح إذ يخور
سيقول من تبعوك إنا مدركون
وبإنهم لا يقدرون على القتال
الله لن يعلى جباه الراكعين
الساجدين الخافضين وجوههم نحو التراب
سيقول من تبعوك إنا مغرقون
وبإنهم لا يعرفون العوم في هذى البحار
الله لا يبنى السفين ولا يقاتل عن غفاة
نائمين مسافرين إلى السراب
التيه يملأه الضباب
كل الدروب تشابهت
فبأي دربٍ سوف تمضي حين يغشاك الظلام
سيقول من تبعوك لن نذهب وراءك أيها
البطلُ الهمام
فاذهب وربك قاتلا إنا سنبقى في سلام
من خاف يسلم من مقادير الأمور
ذهب السلام وما بقى غير التذلل والخضوع
فلتشربوا كأس الخضوع .