لا بأس بالموتى إذن - محمد قرنه

لا بأس َ بي
أصحو مع الأضواء
لست أهينها بالغوص في الأحلام والرؤيا
وإن كانت تهينُ
أتصفَّحُ المألوف من فوضايَ
أشعر أنني أحتاج أن أنهي العديد من المسائل
والزمان هو المكان
أمرُّ من فقَّاعة التخدير نحو الشاي
أصنعه ويصنعني
وأصنعه ويصنعني
لكي تتوحَّد الذرَّاتُ والعشب الحزينُ
من دون هذا السائل السحريِّ كيف أعيش ؟!
قالت لي فتاة في الوراء :_
(سقطتَ من نظري
لأنك من مريدي الشاي
مثل "فواعل" العمال من أهل الصعيد)
وكنت أضحك وقتها
لو لم أكن هذا الصعيديُّ العنيف
فمن أكونُ ؟؟
متسربل بالشعر أحكم وحدتي
أغلي على نرجيلة الكلمات
من سيشدُّ
من سينفِّخُ الأفكار
من سيكركر الأصوات في فمه
لأن الوقت قافلة من الأصوات
في الأعراف أغلي
تحت أحلامي القديمة
موقنا من موتها الحتمي
من موتي
ومن سجن الزمان يحيط بي
وأنا السجينُ
وأنا السجين أفك أغلالي التي أدمنت
أشعر أنني لا بأس بي في خارج التوقيت
(لا أشياء أملكها لتملكني)
يقول الشيخ
كنت أعب من ضوء الفراشات
التي انتشرت بذاكرتي
وكنت أسائل التاريخ عن رجل هنالك
في وضوح الطير
ترقبه العيون ولا تطاوله
أمن عتماته في الجب والمنفى
اصطفاه الطير
أم لدئابة التحصيل والتجريب
ضمته الفنونُ
هل كان يصحو في الصباح
يوجه الأوراق نحو الموت
يضحك كلما مست شغاف القلب
بنت من بنات القبر
مثلي
ثم يسعل ما يشاء
فربما التقط السعال الضال
حارسه الأمينُ
لا بأس بالموتى إذن
هم ملح هذي الأرض
فضتها المخبأة العروق
ومشتهاها المستكينُ .