يحكي دمي الفوار - محمد قرنه

"لا أريد سوى ارتحالٍ دائمٍ"
يحكي دمي الفوَّارُ..
"يشبهني الرماديون ينتقلون
بين تعارض الأقطاب في الألوانِ،
يأخذني البديهيون في سفرٍ
إلى قسماتهم عند ارتجال القول،
تلفظني الأماكن كلُّها..
لا بيتَ لي في الدرب يسكنني
ولا قلبًا سكنتُ"
"يقف الهواء على قوادمِهِ
وينظر لي
أيدخلُ ؟"
تشتكي رئتي..
تقول تعوَّدَتْ منه الجفاءَ
وحين صالحها أخيرًا
قمتُ بالمعلومِ
حتى تنتهي أسطورة الصلح الجميل
وما انتهيتُ
"كنا عيالا طيبين
نحب من يبدي اهتماما زائدا
ونخاف من أمثالنا"
تبكي العيون بمائها الرقراق..
"كانت أبغض اللحظات حين نشكُّ
في معنى الذي نلقيه نحو العقل
والعقل البغيضُ
لكل شكٍّ فيه بيتُ"
"لم أسترح في الأرض إلا نائمًا
لم أسترح وأنا أخدِّرني بما يتيسَّرُ
الذنب اللعينُ أحاطني بالكره لي
والخوف من ربي"
يقول العقلُ..
"حتى في خلال النوم
تنساب البرودة والشعور النرجسيُّ
أرى الفراشات البعيدة ملء أحضاني
تراودني عن الآلام بالآلام
والأحلام تصفعني إلى المستقبل المجهول
حين أعود
أدرك أنني بالأمس
في المكتوب كنتُ"
ويقول قلبي
"لم أزل غرا
تجربني البناتُ بكل موسم بهجةٍ
وأضيع خلف مواسم الأشجار
تنبت ما أرى وأريد
أصلبُ مرتين
أمام أعينكم
وفي إحساسكم بالشعر
فالإحساس موتُ"
وأنا أقول تعبت منكم
مثلما أنتم تعبتم من حكايتنا معا
فأنا بصحبتكم تعبتُ .