وصايانا لحفظ الوقت في البراد - محمد قرنه

غريبٌ في انتهاء الوقت
أن يبقى لنا قََصَصٌ
وخِلانُ
غريبٌ عشقُنا لتشابك الكلمات
حين يشدُّنا ألقُ المكان إلى الكمان
جميعنا متأنقون لغايةٍ أخرى
وكلٌ يشتهي الإيقاع ..؛
عاهرةٌ
وفنانُ
تجمَّعْنا لأنَّ الوقت أهملَنا .. وأهملْناهُ
خدَّرَنا .. وخدَّرْناهُ
غافلنا عن الموجود
غالطناه في الموروث ،،
أنكرنا ،، فأنكرناه
ثم اختار ألا يستمر اللُّعْبَ
جمَّدَ طفله العبثيَّ
وانسحب المضيفُ
إلى احتراقٍ آخرٍ يدنو
ولن يجد البقيةَ فيه إنسانُ
تحدَّثْنا عن الأضواء
قلتُ له: هي الأرواح قبل تلبُّسِ الدنيا
وقال: الشعر ليس يجيء
قلت: الشعر ليس يجيء ،،
أيُّ خرافةٍ سكنتْ ببالِكِ
عندما فسَّرْتِ شعري بالنبوَّةِ
والنبوَّةُ رُتْبَةٌ في القِسْمِ
يا مَنْ شئتِ لي كل الحياة
ترفقي بالمغريات
تشرنقي في كل ما أنشدتُ
أو سأقول
وحدي متعبٌ في السَّيْرِ
لا عنوانَ يعرفني
ولا أدري ..
أللتاريخ عنوانُ ؟!
سقطنا من مشاعرنا
فأدمانا انزياحُ النصِّ
للصرح الذي
كانوا
وإيزيسُ الجميلة من يهدْهِدُها ؟!
ومن سيضمُّ وردتها ويسألها
أتذْكُرُ ما كتبتُ على الرياح
وما اشتعلت لأجلها ؟
ولها ستخبرني التمائمُ أنهم يتفرَّقون
فكن صريحًا مثلها
صلبًا بفكركَ
وانتسابك للحروف الغامضاتِ
وأنتَ تعرِفُهم
فعاجلْهم بحرف اللام
إن كفروا بحرف النون
أو خانوا
هناكَ
على افتعال الوقت
كان الحلم صوْبَ دمي وذاكرتي
ولم أتوهَّمِ الأشياء
سِرْتُ فما عرفتُ الخَطْوَ
ما عرف الطريق ملامحي
وارتحتُ للأسفلت حين فهمتُ
معجزة المنازل
وانتميت لمعجم البلدان
بعد سداد آخرِ ما تبقَّى
من ديون بداوتي
استقبلتُ خارطتي بفَرْحٍ
للمدى عندي حنينٌ واسعٌ
ولمنطقي هدفٌ
وأحلامي الجميلةُ فيكِ لن تفشلْ
هناك رأيتُ مئذنةً نراودها
وبنتًا في فضاء اللحن
تمسك قلبها الرنَّانَ
معلِنَةً شقاوةَ طفلةٍ تلهو
ووحيَ خيالِ قديسهْ
أزوريسُ انكوى بالعشق
حتى يلتقي في الصبح إيزيسهْ
ولَم يملكْ لعمر العشق مستقبلْ
تناثرتِ القصائد في دماء مدائن الفوضى
وقبل رحيلنا العَلَويِّ عن بلدٍ
تنزَّلْنا كما الأضواء للأسفلْ
وقلنا: الشعر ذاكرةٌ ومعركةٌ
شظايانا ،، كذكرانا
بأرض القبر محروسهْ
دعوناها فما لبَّتْ
وخضناها بدَعْمِ الشِّعْرِ
حين غوى
فلم يَفْرِقْ بنا البحريْنِ
لم تنفعْ عصى موسى
سقطنا من مشاعرنا
وحين يضيع نبضُ الحلم
أو يهوي من البنيان
مَنْ يحتاج تأسيسهْ ؟!
تجيء سحابة أخرى
لنثقلها بوعد الماء
نتعبها من التجوال
في آمالنا الصغرى
وحين تلذُّ للأقداح
لاستقبال فَرْحِ العاشقين
متوَّجين بمهرجان الماء
تثقبها الرياحُ
ودون معذرةٍ تفرُّ
تضيع من يدنا
كأن الريح مدسوسهْ
كأن وعودنا الجوفاء إحسانُ
بنينا الريح بالمعنى
سكنَّاها
شربناها فما انتفضتْ
وما رفضتْ
وما اكتظَّتْ بنا الحانُ
بنينا الريحَ
كم رجلٍ بناها مثلنا وانهار
لا الإسكندر استعصى على التاريخ
لا فولتير أو موليير أو هوجو وسارتر
كلهم خسروا علانيةً
ونابليونُ في منفاه – بعد خسارة الأحلام -
لا يشتاق باريسهْ
لنا شُرَفٌ تطلُّ على مباهجنا
لها أرقام شيفرةٍ
على الجدران مطموسة .