إنهم يقتلون العصافير - محمد قرنه

"إنهم يقتلون العصافيرَ"
قالت فتاةٌ دمشقيَّةٌ :_
ثم طارتْ
وكان المدى يستعدُّ لعربدة القنْصِ
كانت بنادقهم في الحقول مصوَّبَةً للسماءِ
وأحلامهم هابطاتٍ إلى الأرضِ
سِرْتُ
كما يفعل الخائفونَ ..
وكان على الأرض طيرٌ كثيرٌ يسيرونَ
يمتزجون بأعضائها الدائمينَ
لماذا أفكِّرُ فيكِ كثيرًا ؟
أحنُّ إلى خفقةٍ من جناحكِ
تحملني
- عَكْسَ ما يرغبونَ -
لمعناكِ
يا بنتُ
هل أنتِ معنايَ ؟
بيني وبينكِ ذاكرةُ الخوْفِ
نتَّفِقُ الآن أن الجناحيْنِ عبْءٌ على الطيْرِ
لابد من عملٍ ؟!
عاجلاً سوف تأتي البرودةُ
والحقل يصْفَرُّ
تبقى البنادق في غُرَفِ الشام ساهرةً
والرياح تُصَفِّرُ
أين اتجهْتِ ؟
أريدُكِ كي تتقني العزْفَ
في آخر اللحنِ
نكتشف الخدعة
المسرحيَّةَ
لستِ البلادَ
ولستُ اتجاهَكِ
لستِ السماءَ
ولستُ أنا الطيرُ
لستِ أنا
وأنا لستُ أنتِ
استريحي
سأفرد أجنحتي
رغم ما قيلَ
"لكنهم يقتلون العصافيرَ"
قالت فتاة دمشقيَّةٌ
لا تطيرْ .