انتظار - محمود أمين

.....
عبر الهاتف
همست بكمنجة صوت يسري من ياقوت اللثغة
(شمّر قلبك .. واشحذ روحك.. هيئ عمرك .. رتّب كل دمائك وقرابينك..
لحظتك القادمة ستأتي )
انتهت البرقية..
ويلي..هل يمكن أن تتكرر لحظتى الريّانة بالنشوة
..ياكل أباريق الفرحة صُبّي فى جدولي الآسن كي أترقرق بالغبطة
ماذا أفعل كي أتهيأ
آهِ.. لنبدأ
قمت الى حيث القلب .. على مدخله لاحت أقفال صدئة
(قلعتي المهجورة أنت.. يغادرك الفرح فلا تملك الا أن تغلق أبوابك فى صمت )
..كسرت الاقفال .. دخلت الى ساحته .. فذهلت
ماهذا....
أكوام من وجد لم يبلى.. علب حنين فارغة ملقاة فى الطرقات .. رماد من أوراق ألقتها أشجار الصبر ..عناكب من ذكرى فوق ستائر مرخاة لم يلمسها النور..حزن يتسرب من صهريج لم يُحكم غلقه..ودم مكسور غطى الميدان.. شعارات فوق الجدران بريشة طفل بائس يُدعى الحب..بقايا شوق ي
..
ماهذا ..كيف ستقبل داليتى أن تخطو فى هذى الفوضى
قوموا ياأشلائي من ميتتكم.. وليلبس كل منكم أزهى أثوابه
الا الحزن.. مهما تلبس ياحزن.. ستبقى حزناً..لا فائدة
اذن فادخل سردابك..وأغلق أبوابك ..أخشى أن تتأذى داليتي حين تراك فتفسد لحظتنا
واسمع .. خذ معك أخاك الصبر فلا حاجة لى فيه الآن
دوركما بعد رحيل الملكة.. ستعودان وتحتلان فضاءات القلب .. وتفترشان جميع مرافئه ..وسواحله
أما الآن . فلا حاجة لى بكما.. داليا قادمة
هيا ياكل السكان اعيدوا للقلب بهائه
واليكم بعض الترتيبات..
.. فى مننتصف القلب تماماً . عرش مليكتنا الحلوة
والوجد يميناً.. والشوق يساراً .. بينهما يقف حنيني المتوقد
والآن .. اليكم تعليماتى
.. لاأحد يتكلم الا حين تشير اليه مليكتنا بالأذن
..
..
ياوجد.. حين تشير اليك تقدّم..
واختر بعض نسيمٍ من أفيائك كي يتمدد فى قلب الحلوة..
لكن حاذر ..أنت ثقيل جداً ..لاتكثر منك فيتعب قلب حبيبتنا .. يكفيك فؤادي فارتع فيه كما شئت.. أما قلب حبيبتنا .. لا .. يكفيها بعض رزاز منك
..
..
ياشوق..حين يجئ الدور عليك ..تقدّم
واقطف شيئاً من أزهارك كي تتكحل منها الحلوة فتصير بعينيها مرآة تعكس اشواقى.. لكن حاذر. أنت كثير جداً..
ايّاك وأن تزحم موكبها حين تمر.. فسوف ينالك منى ألف عقاب
..
..
وحنيني..حين تناديك تقدم .. أنت رهيف وشفيف..فاقصد نحو سهول اللوز المتكدس فى صدر الحلوة..طُف..وتمرّغ..واسكر من صهباء الخمر الذائب.. واصعد نحو الشفتين وذق من شهدهما.. ثم الخدين ومرّغ وجهك فى الشفق الوهّاج..وقبّل.. وألثم ..ماشاء لك التقبيل .. أو اللثم ..واصعد
هذا دور مُعلن..أما الدور السّرّي الاخطر ..فاصغ الي
غافل داليتي.. واقطف بعضاً من لوز الصدر.. وكرز الشفتين.. وورد الخدين.. وسنبلة واحدة من بستان جدائلها
..خبئهم تحت ثيابك.. حاذر أن تبصرك فتقتلك.. وعُد لي.. ستكون فدائياً.. تلك مهمتك الكبرى..لو تمّت بنجاحٍ..
اجعلك أميراً للقلب .. ومايحوي
..
..
ماذا بقي من السكان..
آهِ.. اللهفة
اسم بمسمى.. لن تصطبري حتى تأتي الحلوة.. فالتزمي أعلى أبراج القلعة ( اقصد قلبى ) .. وارتقبي لحظة مقدمها
..
..
أما الذكرى.. فاختزني كل تفاصيل اللحظة..لاتدعي شيئاً..واعيديها حين أكون وحيداً..لست أملّ من التكرار..
أعيديها آلاف المرّات..كوني سلواي اذا رحلت ملكتى الحلوة..هذا دورك.. لاشئ سوى هذا
..
..
ماذا بقي ويحتاج الى ترتيب..
آهِ.. دمائي..
هاتوا طفل الحب..اسمع يااجمل اطفالى..جهز فرشاتك.. واكتب بجميع دمائي فوق الاسوار.. وفى الطرقات .. وفوق الجدران شعار واحد باللون الدموي..(أحبك داليا )..
اكتب ..واكتب ..حتى ينفذ آخر سطر ٍمن وهج دمائي
..
..
ماذا بقي بلا ترتيب..
آه ..العمر
عمري الاول كان القربان للحظتي الاولى
احترت.. ولكن لم تطل الحيرة
جائتني زهرة بانسيه تحمل فى يدها شيئا
( هذا عمري.. اعطيه اليك طواعية ..لتقابل فيه شقيقتي الداليا )
لم اتكلم ..بل ارسلت دموعي لتقدم اسمى آيات العرفان اليها
..
..
والآن
..هذا قلبى احتشد..
وعمري تهيأ
كُلّي منتظر للقائك
يالحظتي الحلوة
ياعمرى القادم
.. ياداليا