الجسد الوصية - محمود أمين

ياعبد..أحبب أرضا ابتليتك بها.. لقد اصطفيتك أن جعلتها سترا بينى وبينك
(النفري )
.
.
وطن تكدس في العراء
وفي جوازات السفر
وفؤادك الناري قديس
توضأ بالنجوم
على مرايا ..
من حجر
..
..
بينما نزحت اليك مدائن
كانت دماؤك كلها تنفى الحصار
هل كنت فاصلة التوجع
ام مراجل من نهار
انت احزن ماحكاه الفرح من شجر
واصدق ماروته السنديانة من غصون
انت سرب من وضوء
فوق مئذنة تصلى الفجر
قاموس البراءة
فى اكاذيب اللغات
وعنفوان عذب سيف من حنين
( تحت اقواس الندى
والعشب تصحو
تكتب الزهر النقى على المدى
والليل يمحو)
..
. ..
( بين التويجة واللقاح
وفى فضاء من سلاسل
كنت تسقى زهرة التفاح
بالماء المقاتل )
...
...
( بضفيرتين من السنابل
كنت تمنح
رعشة القمح المبلل بالعصافير
الى افق..يُسبّح )
...
..
( النيل يدخل فى رهان
ضد طقس الانحناء
فتشب فى جسدين من جسدك
عواصم ماء )
..
..
..بينما تخبو الزنازن فى فناجين البكاء
كنت وحدك ترتق الارض بحافات السماء
راحلا فى صمت
تغسل ماتساقط من وحول الليل
عن جسد المياه
تستعير من المنافى سكة
ومن الفراشة والحصى
وطنا اضافيا وتمعن فى غياب
مثل اى تميمة تمشى الهوينا
ثم تهطل عند اقدام الحسين عناقيد صلاه
..
..
بينما تنحلّ روحك مثل سارية الغمام
فتنزع الاختام فى الليل
عن الجسد الوصية
ترتج فى عينيك
كأس من زنابق
ترتدى ايقاعها الصوفى
تصعد فى اقاصى الدمع
تفتح موسما للزهو
يدخل فى انكسارات المدائن
مثل جسر من زغاريد
وتحرسه الصبايا بالخواتم
عند اول مفرق للحزن
فى اوج المسافة
بين عرجون المراثى
والعيون الفاطمية
..
..
بينما تنحلّ روحك
كان قلبك - ذلك الرّهـّاج -
متكأ على مائين
منقسما الى قلبين
قلب كان يسند ظله للريح
يلمع فى المدارات شظية
بينما الآخر يمرق فى نهار المسك
يرشق فى الزهور مدينتين
وفى المدائن زهرتين
وينثنى فى عوده المياس
يلقط من شواشى الماء
جمرا طازجا كالوعد
يخزنه بسنبله
لمن يأتون فى وضح البكاء الصعب
يعجن فى حليب النار
شمسا من براح
لترتوي منه العصافير
المتاحة للغناء المر
فى الوطن المتاح