أيُّ فتى ً للعظيمِ نندبهُ - محمود سامي البارودي

أيُّ فتى ً للعظيمِ نندبهُ
شَاطَ عَلَى أَنْصُلِ الرِّمَاحِ دَمُهْ

أسلمهُ صحبهُ ، وَ ما علموا
أَنَّ سَوْفَ يَمْحُو وُجُودَهُمْ عَدَمُهْ

زالَ الألى حاذوا مصارعهمْ
وَلمْ تَزُلْ عَنْ مَكَانِهَا قَدَمُهْ

طَاحَ بِجُثْمَانِهِ الرَّدَى ، وَرَقَا
إلى سمواتِ ربهِ نسمهْ

نِعْمَ فَتَى الْحَرْبِ فِي الْهِيَاجِ إِذ
شبَّ لظى البأاءِ ، وَ اعتلى ضرمهْ

قدْ ألفتْ صحبة َ القنا يدهُ
وَاعْتَادَ «لَبَّيكَ» فِي السَّمَاحِ فَمُهْ

لَيْسَ بِهَيَّابَة ٍ، وَلاَ وَكَلٍ
بلْ صادقٌي اللقاءِ معترفهْ

إِنْ صَالَ فَلَّ الْعِدَا بِصَوْلَتِهِ
أَوْ قَالَ أَرْوَتْ مُشَاشَنَا كَلِمُهْ

يَنْكَفِتُ الْجَيْشُ حِينَ يَفْجَؤُهُ
وَ يصعقُ القرنُ حينَ يلتزمهُ

بَكَى بِدَمْعِ الْفِرِنْدِ صَارِمُهُ
وَانْشَقَّ مِنْ طُولِ حُزْنِهِ قَلَمُهْ

فَمَنْ إِلَى مَلْجَإِ الضَّعِيفِ إِذَا
أقبلَ ليلٌ ، وً أطبقتْ ظلمهْ

وَمَنْ يَقُودُ الزُّحُوفَ رَاجِفَة ً
وَ اليومُ بالحربِ ساطعٌ قتمهْ

مَاتَ، وَأَبْقَى شَجاً لِفُرْقَتِهِ
يَكَادُ يَفْرِي قُلُوبَنَا أَلَمُهُ

فاذهبْ ، عليكَ السلامُ منْ بطلٍ
مَاتَ، وَعَاشَتْ مِنْ بَعْدِهِ نِعَمُهْ