خَليلى َّ هَل طالَ الدُّجى ؟ أم تقيَّدَت - محمود سامي البارودي

خَليلى َّ هَل طالَ الدُّجى ؟ أم تقيَّدَت
كَوَاكِبُهُ، أَمْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِهِ الْغَدُ

أَبِيتُ حَزِيناً فِي «سَرَنْدِيبَ» سَاهِراً
طَوال اللَّيالى ، والخليُّونَ هُجَّدِ

أحاولُ مالا أستطيعُ طِلابَهُ
كَذا النَّفسُ تَهوى غيرَ ما تملِكُ اليَدُ

إذا خَطرتْ من نَحوِ حُلوانَ نسمَة ٌ
نَزَتْ بَيْنَ قَلْبِي شُعْلَة ٌ تَتَوَقَّدُ

وهَيهاتَ ، ما بعدَ الشبيبة ِ مَوسمٌ
يَطيبُ ، ولا بعدَ الجزيرة ِ مَعهدُ

شبابٌ وإخوانٌ رزِئتُ وِدادهُم
وكلُّ امرئٍ فى الدهرِ يشقَى ويسعَدُ

وما كنتُ أخشى أَن أعيشَ بِغربة ٍ
يُعَلِّلُنِي فِيهَا خُوَيْدِمُ أَسْوَدُ