أشدتَ بذكرى بادئاً ومعقباً - محمود سامي البارودي

أشدتَ بذكرى بادئاً ومعقباً
وَأَمْسَكْتُ، لَمْ أَهْمِسْ، وَلَمْ أَتَكَلَّمِ

وَمَا ذَاكَ ضَنّاً بِالْوِدَادِ عَلَى امْرِىء ٍ
حباني بهِ ، لكنْ تهيبُ مقدمي

فَأَمَّا وَقَدْ حَق الْجَزَاءُ؛ فَلَمْ أَكُنْ
لأنطقَ إلاَّ بالثناءِ المنمنمِ

وَكَيْفَ أَذودُ الْفَضْلَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ
وَ أنكرُ ضوءَ الشمسِ بعدَ توسمِ

وَأَنْتَ الَّذِي نَوَّهْتَ بِاسْمِي، وَرِشْتَنِي
بِقَوْلٍ سَرَا عَنِّي قِنَاعَ التَّوَهُّمِ

لَكَ السَّبْقُ دُونِي فِي الْفَضِيلَة ِ، فَاشْتَمِل
بِحُلَّتِهَا؛ فَالْفَضْلُ لِلْمُتَقَدِّمِ

وَدُونَكَهَا ـ يَا بْنَ الْكِرَامِ ـ حَبِيرَة ً
مِنَ النَّظْمِ سَدَّاهَا بِمَدْحِ الْعُلاَ فَمِي