ألا ، منْ معيني على صاحبٍ - محمود سامي البارودي

ألا ، منْ معيني على صاحبٍ
جرعتُ بصحبتهِ العلقما ؟

يَسُوءُ الْخَلِيلَ، وَيُؤْذِي الْجَلِيـ
ـسَ ، وَ يأنفُ إنْ زلَّ أنْ يندما

يلومُ على غيرِ ذنبٍ جرى
وَ يغضبُ منْ قبلِ أنْ يفهما

فَإِنْ قُلْتُ: «مَهْلاً» لَوَى شِدْقَهُ
وَإِنْ لَمْ أُجِبْ قَوْلَهُ بَرْطَمَا

لَهُ جَهَلاَتٌ تُمِيتُ الرِّضَا
وَحُمْقٌ يَكَادُ يُسِيلُ الدِّمَا

يكابرُ في الحقَّ إنْ مضهُ
وَلاَ يَدَعُ الظَّنَّ أَوْ يَأْثَمَا

فَلاَ أَنَا مِنْهُ أَرَى رَاحَة ً
وَلاَ أَنَا عَنْهُ أَرَى مَنْسِمَا

تبدلَ أنسي بهِ وحشة ً
وَعَادَ نَهَارِي بِهِ مُظْلِمَا

فلا رحمَ اللهُ يوماً جرى
عَلَيَّ بِهِ طَائِراً أَشْأَمَا