جِيكُورُ شَابَتْ - محمود فرغلي

( إلى بدر شاكر السياب )
جيكورُ شابتْ والنَّدَى
غَالتْهُ أَلْسِنةُ الحرائقِ ،
والنخيلُ المسْتَبَاحُ يصيحُ بِكْ.
وفُرَاتُكَ الميْمُونُ يجْرِي بالدِّماءِ
فَلا تقُلْ للشطّ لا
ما أجملَ الإبحارَ فى نهرٍ تفجَّرَ من دموعَ الأبرياءِ
ومِن دمائِهُمُوُ انْسَبَكْ0
جيكورُ ترنو من بعيدٍ
والأسَى َفتَحَ الشبَابيكَ القديمةَ كي تجئَ
فقدْ يجئُ الأنُسُ بكْ .
لا ترْتبِكْ 0
فطريقُها ممدودةٌ عَبْرِ المقابرِ، ألفُ ميلٍ مِن فؤادِك للتي
حَمَلَتْ جنينَ الموتِ عاماً بعدَ عامٍ
إذْ غَدَا وجْهُ الحياةِ بِلا حياةِ بدِونِهِ
فالموتُ فيهِ حقيقةٌ والعيشُ إِفْكْ0
هذا طريقُكَ ،والشّراعُ مولولٌ ،في الحزن يمضِى
والقصَائدُ مُتْعباتٌ في انتِظاركَ0
كم يراودُها الجفافُ لكي تعيشَ غَرِيرَةً
بحلوقِ من سفكوا دماءَ الحرفِ فيكَ
فَزِدّتَ سفْكَاً
بعدَ سفْكٍ
بعدَ سفْكْ0
هم يجهلوُنَكَ 0000يجهلونَ ضميرَها
فهي القصائدُ لا يُضامُ جلِيسُها
وهيَ العزيزةُ كالنّقُودِ لغيرِ صوتِكَ لا تُصَكْ0
أَشْعِلْ فؤادَكَ شمعِدانَ محبةٍ فى مُهْجَةِ الشّوقِ المبعثرِ
في ضُلوعِ النخلِ توقظْ مِن رَمِيمِ الأرضِ طهرَ ترابِها
ذاكَ الذّي في بهوِ حرفٍ أنْجَبَكْ0
جيكورُ بكْ
مَنْ للجروحِ جروحِها؟
من للقروحِ إِذَا بها هَزَأَ العِدَا ؟
فاستوْطنُوا أشْلاءَهَا،
وتَفيَّؤوا أحلامَها, وتسلَّقوا صدَر القصيدِ بخيْلِهم
غيرُ القذيفةِ مِن مِدادِ قصيدةٍ قد أيْنَعَتْ في مِخْملِكْ0
جيكورُ نامتْ في العراءِ بجرحِها
والريحُ صِرٌّ في البيوتْ،
والعنكبوتُ على مشارفِ فرجِها
لِيُعِيدَ تشْكِيلَ الخريطةِ للبَسِيطَةِ في الدُّجَى
ليعيدَ تَرْسِيمَ الحدودِ
يُعيدَ تخطيطَ البلادِ
يعيدَ تشكيلَ الفَلَكْ.