صباح ما - محمود فرغلي

صباحٌ يعانقُ أحبابَه في الحقولْ
،ويَبْكي غِيَابَاتِهم بالنّدى
صباحٌ من الطينِ والماءِ،
ِمن روعةِ الحلمِ والعُنفوانِ،
يقولُ لِمَن عَاقَروا الصَّمتَ :
مثلِي
يموتُ ....
يموتُ لكي يُولدَا
دءوبٌ يمزَّقُ أغلالَه في المساءِ،
ويهزأُ من شانئِيهِ،
ويمضي إلى وعْدِه سيّدَا
صباحٌ يسيلُ مع الحبِ أَنىّ يسيلْ
َيهُشُ الشعاع ،َ
يسوقُ الغمامَ ،
ويوقظُ شوقَ الحظائرِ والدورِ،
يوقظُ أحبَابَه النّاعسينَ
لمطلعِ آياتِه في المدَى
صباحٌ يعودُ وتمضي الفصولُ
بِتَحْنِانِه ُيشعِلُ الأرضَ بِشْرَا،
ويفتحُ من بابِها الموصَدَا
صباحٌ
هو الحلمُ والمبتدَا
بِطَعمِ الشّهيدِ يمرُّ على جِيفَةِ العائدينَ
من الحزنِ تَوَّا
من الهمِّ والإِنكسارْ
:أَنَا الآنَ أمْلِكُ ما لا يّعُون.
سمائيَ مغْسولةٌ بالشعاعِ
وأرضيَ معجونةٌ بالحنين.
وأَحْبَابيَ الضائعونَ يزُورونَنٍي
كلَ حينٍ وحِين .
وموتي ُهو المُستحيلْ .