كِليني لجرحي - مروة دياب

هنا..
نوبةٌ من جنونٍ.. و عيد
و ميلاد جرحٍ على أصْدُعِ القلبِ يربو
و كسر جديد
لإيلافِ عجزِكِ سَوْسَنَتانِ
و بعضٌ من الدمعِ
شفرة قلبٍ يُراوِغُ شيئًا من الأمسِ
و الأمسُ يا صاحبيَّ الوعيد..
طريقكِ للأمس يعرج
-حيثُ اقترفتُ الودادَ-
إليَّ،
-و حيث انتهيتُ إلى لوعةٍ مُشْتَهاةٍ
تضيء لي التيهَ فيها
و ترحلُ..-
يا أمُّ هل أودعتكِ النوائب أسرارَها مثلما أودعتني؟
ذريني على متنِ جرحي
و عودي النسائمَ في مقلتيَّ
و عودي الطريقَ،
الطريقُ يعاتب فيَّ الصمود
و يسألُ عنّي المُجافينَ
و الوردَ..
يرسو على الصمتِ:
"عودي..
فلن يجدِيَ الوهجُ
لن تثمر الهمهمات القتيلة غير الجُذا
قد خُلِقْتِ لكي تطلبي المستحيلَ
و ذاك الذي لا تريدين.."
أنا هَدْأَةُ الغَدِ بالحلمِ
دفء المدى
و أنا..
لسعة المستحيلِ..
و برد الصدى
تَمُرُّ أمامي المواعيدُ حيرى
أمر أمامَ المواعيدِ حيرى
أمر أمامي
أبادلني ما تَيَسَّرَ من سُوَرِ المُبْعَدينَ
و أُبْقي لِيَ اللوعةَ المشتهاةَ
و ما أستعين به إن تَعَنّى المساء
و إن أثمر الجرحُ..
أنزِفُ..
لا لغتي أسعفتني
و لا اندمل القلب من رجفها
و القصيدة تسكبني كالمساء
كسُحْب الشتاء المليئة بالخفقات الدفينةِ
يَسْتُرْنَ ما قَصَّهُ الليلُ عن شرفات الورودِ
و عنكِ..
ذريني..
أُخَبِّئْكِ في راحة الموتِ يذروكِ عَنّي..
دعي المجدَ يسرق مني الذي لا تريدينَ
لم أعدِ اليوم مثلي
و مثلي و مثلُكِ و الحُمْقُ كُثْرٌ
و بعض الحماقة مرمى
و بعض الرجاحةِ
داء
كِليني لجرحي..
فأَخْلَقُ منك انكساري
و أخلق من دمعةٍ
كبرياء..
كليني لجرحي
أحدثكِ عن ألف ألفٍ
و عن سَلَّةِ الوردِ حين يلامسها الحبُّ
عن ألف ليلى
و ألف شراعٍ لليلٍ شريدِ الوترْ
هنا..
أتصبب شعرا..
و أرحل!
لا لغتي أسعفتني......
و لا أزف الصمت
فأوي إلى الموت
ينشر لك الموت من راحتيه
خلودا و رحمة.
*
16-1-2008م