الخروج إلى الموت - مروة دياب

تبارك من أنزل الموت مفتتحا للقصيدة
ثم أبى أن يموت
اقتربتُ من اللااقترابِ
أعوذ به من ممارسة الشعر دون القصيدةِ
إذ ربَّما يستعيد المساءُ استدارتَهُ
ليُعيدَ القصيدةَ للصدر مُخْبَأَةً
أو تعودَ القصيدةُ للموت مثلي..
أنا لم أخُنْها أيا ربُّ
حين تيَمَّمْتُ بالبُعد أخبرتُها أن دربي سيولجه الليلُ في شرفتي ذات يومٍ
فلا تنظريني إذا وسنَ الليل..
قد لا أعود
ألا هَيِّئي من لغاتي القديمةِ مُتَّكَأً و اسجدي
و اطرقي الباب قبل افتتاح القصيد
فللمَيْتِ حُرْمَتَهُ..
-وحده الشعر يدرك كيف يموت-
اصنعي الفلكَ من وحْيِ هذا القريضِ
فإن فار تنوره استقبلي الشعرَ
لا عاصم اليوم منكِ..
احمليه، و لا تحمليني
فقد سبق القول ما نتَّقي.
الخروج إلى الموت أشهى من الانتظار.
و أجرأُ من شربةِ السمِّ ألا تموت..
أنا رجْع هذا الصدى
بيد أني افترقتُ عن الصوت
و انكسَرَتْ موجتي ألف عامٍ
إلى أن لقيتُكِ..
لم أكن الصوتَ،،
لم تعرفيني
و لم أتذكر
دَنَتْ أضلعي و الرحيلَ
و "أَمْشيرُ" دانٍ من القربِ
يسكب آهاتِهِ للخريف
لكي يتجلى كما "أنتِ" دوما
خريف..
أنا لم أعد شهرزادَ القصيدةِ
لمّا يعد فيكِ للحكي متسعٌ أرتجيهِ
و لا عهدَ لي بالحكايا التي لا تموت..
و بالشعر هم يهتدون
و بالشعر هم يحلمون..
و بالشعر هم يَقتلون..
تبارك من أنزل الشعر ثم دنى للسكوت..
*
15-3-2008م