ما التقينا - مروة دياب

تَتَشَبَّثُ الذكرى بِنا
و تَعودُ تَحْمِلُ من مَناسِكِنا
سُطورًا للحَكايا السّاهِراتِ بِأَضْلُعي..
تَرْوي انْبِعاثَكَ:
"و انشَطَرْتَ إليَّ
فَالْتَحَمَتْ دُموعُ العاشِقينَ
و أَوْرَقَتْكَ مُجَدَّدًا
ثم اسْتَمالَتْ -حيثُ مالَتْ أحْرُفي- شمسَ الأميرةِ
قَرَّبَتْكَ
و أوردَتْكَ فؤادَها:
[و أنا اصْطَفَيْتُكَ كي تُشاطِرَني الأماني
و اصْطَفَيْتُكَ كي أُشاطِرَكَ التَّعَذُّبَ] "
ما التقينا..
غيرَ عبرَ الأمنياتْ
...
و ركبتُ بحرَكَ..
فِيَّ أبحرَ سندبادُكَ
حين لم يَعُدِ الحنينُ مِظَلَّةً للتّائِهينَ على ضِفافِ الشوقِ
لم يعد القصيدُ سَفينةً للعاشقينَ
"الشعرُ مائدةُ التَّسَوُّلِ للذي يَبْتاعُ حُبًّا
أو يَرودُ عوالمَ الذكرى ليُقْتَلَ مَرَّتَيْنِ
الشعرُ أكذبُ ما يقول العاشِقونَ
و أجملُ الكذبِ الذي يرتاح في قلبيْنِ
فَلْتَتَرَنَّحِ الكلماتُ و لْتَتَرَنَّمِ الذكرى
و لا يروِ انكسارُكِ دمعتيْنِ"
أعودُ أهذي..
و الحياة تعير دمعَكَ أنهرًا للصمتِ
تحرق كوكبي
و ينام رسمُكَ في فَضاءِ الجَفْنِ يَسْقيهِ السُّهادَ
أنا انتظرتُكَ حيث كنتُ أضيع بينَكَ
و انتظرتُكَ حيث كنتَ تضيع بيني
ما التقينا..
غير عبر الأمنيات تُفَجِّرُ الصمتَ العَنودَ
أنا انتظرتُكَ
و انتَظَرْتُ يَدَيْكَ ترتجفانِ
و انْتَظَرَتْ عيونُكَ بسمتي عند الصباحِ
كقهوة الحب التي
لا زلتَ تحرق من مرارتها دموعي
و انتظاري
ما التقينا
...
حينًا يراودك الكلام
عن الكلام
كأنَّ تَخْشى أن تخونَ العينُ ما أودعتَها
و كأنَّ تخشى أن يعود السندبادُ
السندباد أضاع مقلة ليله
و أضعتَني..
"حَكِّمْ فُؤادَكَ
كيفما انشطَرَتْ إليَّ مواجِعُ الذكرى"
"و كم من منزل في الأرض تألَفُهُ"
كما ألِفََتْكَ همهمةُ الفؤادِ
كما ألفْتَ حروفَ عَيْنيَّ اللتَيْنِ حَفَرْتَ مَجْرَيْنِ
امْتَزَجْتَ بِما يُهَدْهِدُهُ انكسارُهُما
إذا سالتْ سرودُ الذِّكْرَياتِ فَغَلَّفَتْ عمري الذي
تجتاحُهُ
"كَمْ مِنْ.. و كَمْ..........."
و زلال عينك.. كبريائي
-حين يَنْسَكِبُ الهَوى طَوْعًا و كَرْهًا-
لا يَضوعُ بِما تُكَفْكِفُهُ المَخاوِفُ و اللَّيالي
في حُبَيْباتِ المَطَرْ
...
عيناكَ لؤلؤتانِ في عمري
و لكن من تكون اللُّؤْلُؤاتُ إذا أَرَدْنَ تَمَلُّكي؟
أو من يَكُنَّ إذا شَرَيْنَ بِيَ الليالي
و اسْتَرَقْنَ مِنَ ابْتِساماتي السَّنا
أو من يَكُنَّ إذا.... و إِنْ....
"لا شيءَ يسْتَدْعي انْحِناءَكِ..
إن كواكِ الشوقُ
فالنيران تأكل ما تَبَقّى فيكِ منهُ
و ما تَبَقّى فيهِ مِنْكِ
و تنزِعُ الذكرى..
فإلا تُعْرِضي عنهُ اقْتَسَمْتِ الجرحَ وحدَكِ
و افْتَرَشْتِ مدامعَ الأيامِ
بردَ الهجرِ..
لكن لستِ ترضيْن العذابَ لمقلتيهِ
و ضعفُكِ الرَّقْراقُ يوقِدُ من غرورِهِ كيف يبغي
ثم يُذْويكِ التَّكَبُّرُ بين أشرعةِ التَّلَهّي
فاجْنَحي للكِبْرِ يوما
و احْسِمي"
لا شيء يستدعي!
و لكن..
ما التقينا
_________
9-5-2007م