التي كانت هنا - مروة دياب

يا صمت هل رغب الكلام عن الكلام
فأنطق المجهول عنكْ؟
لا زلت تلهث في دروب العاشقين تَيَمُّنًا بالشعرِ
عَلَّكَ تقتفي ذكراك منكْ
سقطتْ رماحك فالتقط ما شئتَ
ما منهنَّ ما يفضي إليْكْ
حتى التي كانت هنا
ما عادت الذكرى تغالبها
سوى شيئين من "حتّى"
و منكْ..
كانت هنا..
تتساءل الأحلام عن ساحاتِها
فتُسائل الأحلامَ عنكْ..
أنت الذي ما عدت تقدر أن تراوغ صمتها بالبعدِ
و هْيَ هناك
ما عادت تراودها القصيدة من عيونك
أو تراود منكْ
أطعم سهادك للسهاد
فما يزال هناك معتصمًا على بوابة القلب الحنينُ
يرد بعض السائلين
و يقتفي ما شاء من آثارهم..
قد كنتِ أحمق ما يكون
- و الآن؟
- أحمق ما يكون
و ما جنيتِ سواك بين حماقتينْ
لا شيء غير الحزن قد يَبْكيكِ
فافتتحي لجرحك ألف عامٍ و اقنعي بالحزن
ما للحزن بيْنْ..
ماذا لديك؟؟
لدي بعض الحب
زنبق كوكب
و جريدة..
تكفي لكل العاشقين
أنا التي لم تخلُ مني رعشة للشعر إلا كنتُها
يا هذه الرحالة الآفاق
مدي قِلعك الشتوي و ارتحلي
إلى حيث التبعثر قصتان
و لملمي ما ارتد مني
افتحي الأمس المحاصر بي يُجانِبْكِ بالهوى
يرتدَّ من وجع الكتابة خنجرُ الذكرى إلى نحر القصيد
أما اكتويتِ بما اكتوى؟
يبدو عليكِ الموت..
قلتُ هذى على بابي قليلا ثم عاند في غََيّي
و ازدراني..
الموت لا يدري بأن له يدين من الجوى
و ضبابةً تدري بأن يديه لي
و أنا انتظرتُ..
أعاتب الذكرى
و أبتاع القصيدة بالتردّي
الشعر يهصر ما تبقى من رماحك
فاستردي بعض ما أعلنته من عنترية جرحك الدفاق
علك تستردين البقايا منكِ.
مروةُ.. ليس يتسع المدى عينيك
دونك و الهوى..
قلت التحدي سكرتان
و الموت أيضًا سكرتان
فلملمي ما شئتِ من وجعي
و خَبّي ما يريد الأمس
و افتتحي البقية لي
و للـ "عشرين" منكْ
ما لم يقُلْه الأفق أبلغ من عيونك
فافتحي ما شئتِ
أبلغُ منكِ ما لم تبصري
و من التي..
كانت هنا
يا مروُ ما ضل القصيد و ما غوى
أنت التي كانت تحاصر عينها بالسهد
و الإعصار يخدش للمساء ضبابة
و جبينَ قافية يباغت للظلام الوعد
أنتِ..
قلتُ: يا أرض ابلعي عودي
و يا وتر السما أقْلِعْ يشاطِرْكِ المدى عطر التبعثر في هدير البعد.
- بُعْدِ تساقطٍ!
يَنْدَسُّ ما بين الغياب
و أين صمتكِ و الغياب
و أيهم
كخطيئة الشعر التي أدمنتِها.
قلتُ ابلعي عودي..
ففي عيني قافية ستولد من جوى
و أنا اقتسمت مع الشتات الذات و الذكرى
هو النسيان بعضٌ من عدم
لا زال معتكفا على بوابة القلب العدم
ليرد بعض السائلين و يعترف.....
بعض من العدم الهوى
*
11-1-2008م