أما كفاكَ الفراقُ غدرا - مصطفى صادق الرافعي

أما كفاكَ الفراقُ غدرا
وبعدَ هذي الديارِ هجرا

أسائلُ البدرَ عنكَ حيناً
وأسألُ الشمسَ عنكَ طورا

وكلما غردتْ حمامٌ
في الأيكِ طارَ الفؤادُ طيرا

قضى علينا الغرامُ أنا
نتخذُّ الليلَ فيهِ سترا

فمن عيونٍ تبيتُ عبْرى
ومن عيونٍ تبيتُ سَكْرى

وكلُّ يومٍ يخلفُ يوماً
أراهُ دهراً يعقبُ دهراً

يا أحسنَ الفاتنينَ قدّاً
وارفعَ المالكينَ قدرا

فتنتَ مصرا فهل تولى
يوسفُ يا ذا الدلالِ مصرا

لو عشقَ الشمسَ فيكَ قومٌ
لكانَ هذا الجمالُ عذرا

ما إن حسبتُ الزمانَ يوماً
يتركُ نفسي عليكَ حسرى

إذ تتثتَّى جوىً وحسناً
وإذ تجنَّى هوىً وكبرا

نقتسمُ العيشَ لا نبالي
أكانَ حلواً أم كانَ مُرّا

وقد تركنا زيداً وعَمْرا
يضربُ زيدٌ هناكَ عَمْرا

وقد أبانتْ لنا الليالي
أن لهذي الحياةِ سرّا

بينا يكونُ الزمانُ عُسْرا
إذا تراهُ استحالَ يُسرا