تعالي واشعلي جمري - وصفي الصبرات

تعالي وأشعلي جمري وشبي في ضلوعي نار
ذبحني البرد بعروق الخفوق اللي طفت ناره

يشق الريح جوفي لاسرى طيفك مع التذكار
يضيق الكون بي لاقلت ابنسى اليوم تذكاره

يعاتبني البحر ما اقدر على عتابه وانا البحار
يجن جنونه اليا جيت أببحر عكس تيّاره

واعرف البحر مايرحم حنون ولا غضب غدار
رماني موجه بأيّمنه ودار وردني يساره

يظن إني سفيه بالهوى ما اكتم الأسرار
وانا اللي لو تمزق خافقي ما بيّح أسراره

غرست آمالي بصدري وجلست بظلها محتار
ابي تكبر وابي تزهر وبقطف حالي ثماره

أبيها تسكن ضلوعي من كانون لين آذار
ابذريها عن جنون الشتا والبرد وأخطاره

أبيها لاضحك نيسان على اوجان المروج أزهار
وهبت نسمة ٍ ثملة بجوفي تنثر اعطاره

تذكرني بحبٍ ما نسيته والزمن دوار
حفرت حروفه بقلبي ورسمت بعيني شعاره

غرامه عاش بعروقي صغير وعاش بي ختيار
الا كل ما كبر عمري كبر بعيوني مقداره

بجوفي للهوى خيلٍ بها من فزغه الثوار
بنات الريح لا ضج الضجيج وشنن الغاره

تكر بروقٍ وتصهل رعود وترتسل إعصار
تعود مخضبا بالدم شعثٍ وانفض غباره

تذكرت المكان اللي جمعنا وهامت الأنظار
اعرّج بالدروب خطاي وارد العين مدراره

على هاك المكان عهود وفي ذاك المكان أعذار
الا وهناك جلستنا وذي بوابة الحارة

وذاك الوادي الهايم فراشات ونحل وأطيار
على جاله تثور الذود طرب لا فج نواره

وحشتيني يا سحّاب القديمة يوم حنا صغار
بيوت الطين مستورة وكلٍ داره لجاره

ذبحني الشوق لعيونك وجيت أسترجعك يا دار
ولي قلبٍ يبي جيرة زمانه مير ما جاره

غفيت بأول أمالي وفقت بتالي المشوار
لقيت الكون متغير وساق الباري أقداره