عبثنا وجازفنا - ظافر الحبابي

ألا يا هجوسي برمجي لي بيوت القاف
على امر الضمير مهندس الراي والمعنى

وفرّي سيور الفكر والترس والحذّاف
ومدّي خطوط انتاجها من مصانعنا

وتشحن وهي بغلافها كاملات اوصاف
على قرنة الكرتون دمغة مطابعنا

بها السوق ينشط يوم تعرض عليه اصناف
ومن زحمة التجار يشكي موزعنا

لو افرغ لنا سوّامها خزنة الصرّاف
على ما معه في سومته ما يطمّعنا

ولكن ليا منّه طلبها تجيه خفاف
ثمنها الطلب من دونه ابداً فلا بعنا

سمان المعاني ما تعقّب وراها عجاف
وطنّا ربيعٍ واشبعتها مرابعنا

بها وسمنا ختم الحصانه من الحوّاف
ولا يقدر النقّاد فيها ينازعنا

بيوتٍ تسابق ، سيّدت ، ما تلد خلاف
معاتيق سجنٍ دبّرت ما تطالعنا

يجي بدعها جملٍ تزاحم على المحراف
و اطلنا ومن زود الرخا كم توسعنا

نظمنا قصيدٍ يوم يعرض على العرّاف
يحوش الثنا و يزيد فينا ويرفعنا

قصيدٍ وله مضمون جزلٍ وفيه اهداف
رسمناه رسمٍ بالتواصيف وابدعنا

بدعنا البيوت بنبرة الداعي الهتّاف
وفي خدمة الدين انتقينا قوارعنا

عساها بيوم الحشر لا احتارو الأعراف
تجي فزعةٍ تشفع لنا لو تشفّعنا

وعظنا وحذّرنا المقصّر عساه يخاف
وثنينا على من طاع ربّه وشجّعنا

شرحنا المذاهب حنبلي شافعي واحناف
وحال امّة الإسلام وعيوب واقعنا

زهمنا الغيور يذود عن مسلمين ضعاف
من الكافر اللي جا يدنّس جوامعنا

دعينا الجميع لوحدة الصف دون خلاف
لأنّا شعوبٍ ضعفنا من تنازعنا

وبدعنا البيوت لمجتمعنا وما ينشاف
من احوالنا واللي جرى في مجامعنا

نصون السلوم وكل ما خلّف الاسلاف
ونقضي على مابه ردى من طبايعنا

روينا سواليف النشاما هل الميقاف
وجبنا دروس اخلاقنا من مراجعنا

ذكرنا الفعول اللي تنومس بها الاشراف
ونمشي لها ونشجّع الناس تتبعنا

مدحنا الرجال اللي رقو واعتلو المشراف
وهجينا الردي اللي هفا ما تورّعنا

نتايج تجارب ورّدتنا دروب عناف
صبرنا على مشوارها لجل ينفعنا

وكنّا نتوقع عالم الشعر فيه انصاف
الين اكتشفنا عكس ما قد توقعنا

سرينا مع الشعّار ونطوف مع من طاف
وفي سوقهم سمنا مع الناس وابتعنا

وعبرنا بحورٍ للقوافي بلا مجداف
والامواج ترفعنا بعيدٍ وترثعنا

عبثنا وجازفنا وشلنا على الاكتاف
جبال ارهقتنا وابتلشنا وصدّعنا

تعبنا وقاسينا وشفنا الجلال صخاف
ولكن رغم ما صار فينا تمتعنا