مُتقاعدٌ - عادل خميس

متقاعد ٌسكن الفراغُ عظامي
واليأسُ داهمَ سائرَ الأيامِ

متثاقلٌ ياليتني لمّا أعشْ
لأرى همومي تستبي أحلامي

أبنيّ ما عادَ الوجودُ يريدني
أفلا أموتُ فقدْ كرهتُ مقامي

لملمْ ضِلالي يا بنيَّ فقدْ أفل
ت فبلّغ الدنيا رقيق سلامي

وسَرَتْ بعينه دمعةٌ رقراقةٌ
سقطتْ بقاعي فاستقت آلامي

أبتاه صبراً قد أثرتَ مدامعي
وأصبتَ قلباً غافلاً بسهامِ

أبتاه أنتم للحياة رحيقها
وبكم تجلّت ثورة الأعلامِ

أنتم صنعتم للوجود وجودَه
وأقمتمُ معنى الحياة السامي

أنتم أسود العزِّ والمجدُ التلي
دُ نبشتموهُ بمشعلٍ وحسامِ

ولَهذه الراياتُ تثبتُ فضلَكم
لا ليس شعري أو غزير كلامي

ولسوفَ تشهدُ أرضُكم بصنيعِكم
وسماؤكم وحضارةُ الإسلامِ

فتبسّمَ الثغرُ الحزينُ وقال لي:
الآن أهنأُ يا بُنيَّ منامي

متقاعدٌ سَكَنَ القلوبَ مبجّلاً
فَلهُ جميلُ محبتي وسلامي