فنجان في زوبعة .. - عادل خميس

يغلي .. ويقضمُ غيظه...
أحلامُه ذابتْ .. لتصعدَ في شظايا أدخنة...
كل الحلول تبعثرت..
أوَلمْ تكنْ قبلَ انتظارٍ ممكنةْ...
كلُ الدروبِ تضجرتْ...
أوَلمْ تكن قبل انتظارٍ مذعنةْ...
كلُ الكؤوسِ تنازلتْ عن صمتها – لما رأتْها غادرتْ-
كي تلعنهْ...
فنجانُها .. مازال يغلي حائراً..
ما أحزنَه
***
أسبوعُ .. لم يشهدْ سوى أفكارِه المتزاحمةْ...
أسبوعُ.. ينسج للقا..
أقصوصةً من ذكرياتٍ غائمةْ..
أسبوعُ.. يحلمُ كيف يحضن كفَّها..
ويذوبُ شوقاً .. في شفاها الناعمةْ...
أسبوعُ .. يحلمُ كيف يدلقُ جوفَه في جوفِها..
ويذوق من فمِها .. بقايا الأغنياتِ الحالمةْ...
أسبوعُ .. يحلم كيف يرمي كالفوارس نفسَه..
وسَطَ المهالكِ والحروبِِ الغاشمةْ..
من أجلِ أن ترضى عليه أميرةٌ .. في قصرها ....
قضّتْ صباها نائمة...
أسبوعُ.. يرعى ليلَهْ...
لا شيء غير عقاربِ الساعات .. تقبعُ واجمةْ..
***
وأتتْ تجرُّ حنانَها ...
ووراءها النظراتُ تلهثُ..
تستقي ألحانَها...
النادلات تسمرتْ نظراتُهن..
وهالهن النرجسُ (المحتالُ) .. يحرسُ -راضياً- أوجانَها..
والطاولاتُ تلعثمتْ..
أين الجميلةُ سوف تختارُ-الغداة- مكانَها...
تفاحةٌ ..
لم يأتِ موسمُ نضجِها..
فتشيطنتْ..
حتى تُسابقَ –للحصاد- أوانَها...
طاؤوسةٌ..
ما زلزلتْ ندبُ الهوى - بجمالِها- إيمانَها..
أسطورةٌ..
ما أعجبَ التاريخَ.. كيف أضاعَ ماضينا العريقَ...
وصانَها..
***
وضعتْ جهازَ (السّمْسوِنج) وفرقعتْ..
بالإصبعينِ الشامخينِ..
فأحضروا فنجانَها..
***
متألماً يبكي .. ويلعنُ حظهُ..
أسبوعُ.. لم يخطر له..
أن يستفيقَ رنينُ هاتفِها اللعين..
ويختفي بين الحشودِ سرابُها..
أسبوعُ.. لم يخطر بباله أنها...
في تيْهِها ..
لن تلمسهْ..
ما أتعسهْ.. ما أتعسهْ..!!