وادي جُدُر - عادل خميس

الشمسُ تسجدُ في محرابِهِ وَصَبا
والليلُ يغزِلُ منْ تاريخهِ الشُّهبا

والريحُ تطمعُ في باقي فحولتهِ
كم عاش يغوي بناتِ الحيِّ والسحبا

للهِ ياوادي الأسرار كم وجدَتْ
فيهِ الأساطيرُ وجهاً سانحاً رَحِبا

أيامَ يزأرُ في الآفاق يهدمُها
يغزو البروقَ فتهوي عندهُ حطبا

أيامَ تهذي به الأمجاد أغنيةً
تقضي السنونُ ولا تقضي بهِ الأرَبا

أيامَ تهربُ منه الجن خاشعةً
تقول: إنّا رأينا وادياً عَجَبا

أيامَ يجثو لديه العزُّ يسألهُ
قرْباً يفاخرُ فيه الكونَ أو نَسَبا

واليوم كيف أحال الصمتَ مقبرةً
والشيبَ أرديةً ..والموتَ مرتقبا

للهِ ياوادي الأحرار ما عبقتْ
ذكراك وانْتَشَتِ الرُّبا لها طَرَبا

________________________

* جُدُر.. وادٍ عريق ترفل في أحضانه قريتي الخضراء.