سأختار دربكَ - عبد الله أبو شميس

سأختارُ دَرْبَكَ من أوّلِ الدَّربِ
أنتَ الوحيدُ
...
فقيرٌ
ولكنّ عينيكَ جوهرتانِ
حزينٌ
ولكنَّ نظرتَكَ النّبويَّةَ
من بَرْقِها تستقيدُ
...
لماذا تُحدّقُ بي هكذا
وكأنّي أخونُكَ؟
كيف أخونُكَ؟ كيف أخونُ؟!
وكيف إذَنْ سأكونُ؟
...
ألَمْ تَلْقَني
يتيماً فآوَيْتَني
وفقيراً فأغنيتَني؟
وكنتُ على شُعبةٍ من هُدايَ
فأضْللتَني!
فكيفَ أودِّعكَ الآنَ
يا أيُّها الأبويُّ الرّشيدُ؟
...
غلامُكَ، يا سيّدَ الشُّعراءِ
ويا سيّدَ الفُقراءِ
غلامُكَ، يا سيّدي
فخُذْ بيدي
ولا تُلْقِني في طريقٍ
تقهقهُ عن جانبيْها النُّقودُ
...
زمانٌ
يموتُ به الشُّعراءُ
من الجوعِ والتُّرَّهاتِ
أموتُ بهِ
وأفرُّ إلى جذع قافيةٍ
من حياتي
وأعلمُ يا سيِّدي
أنّ وعدَكَ باقٍ وآتِ
وأنّكَ حيٌّ مَجيدُ
...
سأختارُ دَرْبَكَ من أوّلِ الدَّربِ، يا شِعرُ
أنتَ الوحيدُ
وأنتَ الوحيدُ..
____________
نيسان 2005