على جبل الرّوح - عبد الله أبو شميس

في الطّريق إلى الرّوح صادفْتُهُ واقفاً
حين سلّمتُ ردّ سلامي
وكان يحدّق في غيمتيْنِ، على جبل الرّوح، واقفتيْنِ
وقفتُ، مددتُ إليه يدي،
ويدي بقيَتْ في الهواء يدا!
...
جبلٌ شائخٌ،
أنضجتْ جلدَهُ الشّمسُ
والأحمرُ المتذرذرُ
من أرجل الصّاعدين حفاةً،
ومن جسد الخائرين قُبيْلَ بلوغ النّدى
...
جبلٌ شامخٌ،
ينسج الشّوكُ معطفَهُ
من حصى القاع حتّى صخور المدى
...
وسحابٌ بأعلى الجبلْ
لا يرى ظلَّهُ العابرونَ
ولكنّهم يعبرونَ
إليه على" فرسٍ من أملْ"
...
بين نافرة الشّوك صادفْتُهُ
ثمّ صادقْتُهُ
كان يصغي إلى صوت داخلِهِ
ويخبّئ بين يديه يدا!
...
قال لي مرّةً، والدّموع تبلّل أحرفَهُ
والحروفُ تذوب على دمعِهِ
زَبَدا
" كلُّ ما أنا فيه سدى!
وسدىً كلُّ ما أرتجيهِ
سدى
...
يغرز الوردُ أشواكه في يدي
ويعلّق عقد دموعي ندى!
والعصافيرُ
تأوي إلى ثوب أغنيتي في الخريفِ
تنقّر أصواتَها،
ثمّ تتركني في عراء الرّبيع صدى
وأنا كلّما..."
قلتُ:
يا صاحبي،
في الطّريق إلى الرّوحِ كُنْ جسدا!
...
_ كن بريئاً جريئاً،
لا تؤمّل من النّاس شيئاً
ولا تحتقر أحدا
إن دعاكَ بـ(يا ولدي) رجلٌ
كن له ولدا
أو دعتْكَ إلى الحبّ سيّدةٌ
كن لها سيّدا
قل هو الحبُّ!
واعملْ ليومكَ
_ والغدُ؟
_ سوف يجيء غدا
...
... قبل أن نبلغ الظّلَّ
كان صديقي يصادقُ أشواكَهُ
حين صافحتُهُ
كان ملء يديه ندى!
___________
تشرين أوّل 2003