احتراقٌ على بوابة الرعد - عبد الصمد الحكمي

عِدِيْنِي خلافَ البرْد إذ أمْحَلَ الوعدُ
فَذاتَ خريفٍ قد يُخاتِلُنا الرّعدُ
ويبْغَتُنا برقٌ يزُفّ حناجري إليكِ
صدىً يمتدُّ حينًا ويرتَدُّ
ولا تعْجبيْ إن عشتُ نِضوَ حرائقٍ ولم أتشوّهْ
لم يَطَلْ هامتي جَهْدُ
إذا أنا لم أَنثُرْ دفاترَ خيبتيْ
وخلْفَ كُوى أضلاعها لم يَشِ الوَقْدُ
أرى السِّرَّ في الرمضاءِ تُرْقِص حافيًا
و تَصْدِيَةِ الأضراسِ يُطْرِبُها البردُ
بريقُكِ كم غالطْتُ فيهِ فَراستي
وأجنحتي تترى تروحُ ولا تغدو
وعطرُكِ كم تاقتْ لفحواهُ صَبْوتي
فعانقني شوكٌ ، وواعدني وَرْدُ
وللريحِ كم أسلمتُ حُلْمَ مراكبي
فلا مُدُنٌ وافَتْ ، ولا ساحلٌ يبدو
وفي الشاطئ المأزومِ حارت زواجريْ
فلا الجزرُ محمودٌ لَدَيْه ولا المَدُّ
أرى الصقرَ في العلياءِ يُمْسي على الطَّوى
وثَمَّ بُغاثُ الطيرِ مِن ترَفٍ تشدو