آخر زمان - بديوي الوقداني

يروى ، أن الشاعر بديوي الوقداني ، رأي في إحدى المرات ، عند زيارته للشريف عبدالله بن عون بعض الأجانب الغربيين ، فخشي من مكرهم وتلاعبهم ، فقال :

آخر زمان وكلّ من عاش خبّر
وبغيت اقول الميّت ارجى من الحيّ

ورّد حباله في زمانه وصدّر
إن كان هو ظميان ولاّ رُوي ريّ

ما عاش في هذا الزمان المغبّر
واحواله اللي ما عرفنا لها زيّ

دنيا عجوز وغيّها ما تغيّر
تضحك مع الجاهل وتعجب هل الغيّ

جار الزمان وحد نابه وكشّر
واسعار طارت والمخاليق في ليّ

وقام الإمام وسل سيفه وكبّر
واهتز من صنعا إلى باب بمبيّ

والشمس دارت وجهها واقتوى الحرّ
ما عاد يمنع من لظى حرّها الفيّ

والنّار شبّت والحطب ساع جمّر
واللي يدوس النار يصبر على الكيّ

والنيل فاض وظنّتي يخرب البرّ
واهل البيوت الطارفه مالها نيّ

والطير الأخضر صاحب الطير الاصفر
وطيور ما تعرف لها وجه وقفيّ

عنوانها يخبرك عن كل مُضمر
شبّت وشابت وابدلت عود بصبيّ

والنّمر جنّب والحصيني تنمّر
يحسب سباع الغاب من جملة الصّيّ

واقيّس انّ الحب ما يشبع الذّر
وعلوم باتت ما بقي دونها شيّ

وراعي النصيحه ضاع نصحه وعذّر
قال اسمعوا لكن ما يِسمِع الحيّ

واللي حكم في سابق الحال عبّر
تعبير يعقوب ابن اسحق يا بنيّ

العوالي قابلت ريح صرصر
وحَذف الجنادب بينهم شوف عينيّ

والنمل جاله ريش والنّسر عمّر
واليا استمدّ الحبل لا بد من طيّ

والظلم ظلمه ون دخل دار دمّر
ودنياك ما دامت لحاتم إبن طيّ

منها السلامه واس مالي ومتجر
واقول كنّي ماسك الشمس بيديّ

ون كان الافعى نابها ما تكسّر
عضت وصار السم لا تسمع الدّيّ

ون كان عظم الداعيه ما تجبّر
ولاّ اظلمت ما عاد يبقى لها ضيّ

واختم كلامي بالنبيّ المنوّر
صلّى عليه الله ما ساروا الحيّ

والآل والأصحاب ما الصبح نوّر
وعداد نبت عقب المطار مرجيّ