قصيدة حُب - بندر بن محيّا

ذَهَب كل الكَلام وفْضّتَه يْوم السَّكوْت نْحَاس
قَبْل مَا اشْوفك أشْوفك نَهَر مِن مَنْبَع عْذوبَهْ

أحْبَك مِنْ زَمَانْ البَردْ أحْبَك مِنْ زَمَاْن اليَاسْ
كْثر مَا اْصْحَى مِنَ أيْام الْوْلَه وأدخْل فْ غَيْبوبَة

أنَا وحْدِي حَبِيْبْكْ لو قَريْتك فِي وجِيْه النَّاسْ
وَلَوْ وجْهَكْ ذَنُوب ٍ مَالهَا فِي سَجْدتِي تْوْبَة

تْجِي مِثْلَ العَزَا بَعْدَ العَزَا فِي غَيْبَة الأعْرَاسْ
وْتْروْح أشْبَهْ بْـ دَمْعَة فْ الْوَرَقْ بْ الصَّمتْ مَكْتُوْبَة

مَعَكْ حِلمي مِنَ المَا وَالميَاهْ تْكَذّب الْغَطَّاس
ياكْثر الليْ غْطسَوْا فِي حُبك الهَايجْ وغَرْقوبهْ

مْجَارِيْح ٍ نَفَاهُم دَربهُم لْـ عْيونِك النّعَاسْ
تَعَدّوا يَنْشدونْ الْصُّبحْ عَنْ رمْشك وضَاعوا بْه

يْحَطبُونَ الضّلْوع فْ غَابَةْ أَيَّامكْ بَلْيّا فَاسْ
شِتَاهُم ضِحْكَةْ شْفَاهكْ وشَافوْا نَاْر مَشبُوْبَةْ

تَخَاوّو بَيْنْ مِنْ دَوَّر ذهِيْبْ* ومِنْ سَرَحْ عَسَّاس
حَيَارىً غَرّهُمْ كَاذِب هَدَبْك وْ وجَّهوا صوبْه

وانَا الْبَارح عِيْونِي فِي عْيونْك مَرّهَا وسْوَاس
بَنَيْت سْنِينِي البَيْضَا لْهَا طوبَهْ عَلَى طوبَهْ

أردّك للحَدِيثْ بْ لَهْفَةْ الْبَاردْ بَليَّا قْيَاس
وتْسولِف سَالِفَةْ لَلْيّ عَشَقْ مَا هِيْبْ مَرغُوبَةْ

قمْ اجْلِسْ فْ الْحَنَايَا قَبْل مَا يْغْتَالكْ الْقرْطَاسْ
شَعَرْتْ انِّك تَبْي تَهْرُبْ وَرَى النِّسْيَانْ لْ دروْبهْ

أنَا محْتَاج لْكمَا احْتَاجْ ليْ لاتَنْشد الأنْفَاسْ
عَنْ أكْبَر حَاجة ٍ فْ أقْصَى نَفَسْ شَاعِرْك مَحْجوبَةْ

طَويْلةْ طَاولتْنَا واسْتَقّرَّ المَا بْ قَاعْ الكَاسْ
كأنَّ السَّالفَةْ غْيمَةْ عَلَى شْفَّتْك مَسْكوبَةْ

جَلَسْت مْقَابلك وَجْهَاً لِ وَجْهْ بْ جَنبِْيْ الهُوجَاسْ
إذَا مُستَقْبَلي وَجْهَك ورَى الأحْلاَم مَرعوبَةْ

نسِيتْ يْدَيّ بْ يْدينَك بْ صُدفَةْ كنَّها الإحسَاسْ
وذكَرْتْ إنِي نسيْت أذْكُر يْديْنكْ كَانَت أعْجوبَةْ

تَهَيّلتكْ طَعَمْ هيْل بْ فَميْ مِنْ بَعْد طَعْم عْمَاس
بْ فِنْجَال ٍ نَعَسْ مِن نَظْرَتْكْ بْ أَهْدَابْ مَصْبوبَةْ

سَرَىْ الليْلَ البَهِيم بْ رِمْشكْ المُسْتَهْتِر الخَنَّاس
وليلَةْ غيرْ هَاذِيْ مِنْ لَيَاليْ العُمْر مَشْطوبةْ

إذَا مَا يَعْشَقْ العَاشِق سَهَرْ شَكواهْ بَعْد نْعَاسْ
يَنَامْ أحْسَنْ لِه ويمَسَحْ دمُوعه فِي طَرَفْ ثْوبَهْ

إذَا مافَجَّرَ الشَّاعر قَصيْدة صِدقَهَاْ نِبْرَاس
يبّل الدَّفْتَر ويَشرَبْ حبْر كِذْبه ومَكتوبهْ

وانَا أعْظَم مِن يْحب إليَا هَدَا بَاله عقْب مَا انحَاس
أعيْشْ بْ كبْرِيا والقَلبْ بَيْن يْديْن مَحْبوبهْ

مْطَر هَذَا الوصِل يومَ الهَجْر يمْلا الضْلْوعْ يْبَاسْ
وعَسَى المَاطِرْ عَلَى يابِسْ ضْلْوعيْ يْرخْي نْصوبهْ

مْن الليْ يشْبهَكْ؟ يالفَاتِنْ المُسْتَصْعِب الحَسَّاس
ليَا حَاولتْ أشوفَكْ فْ المَلامِحْ قَبْلْ هَا النُّوبةْ

يذّكرنيْ بِ مِنْ لايشْبهكْ مِنْ يشْبهك لادَاسْ:
عَلَى أعْصَابِيْ سَفَركْ ودوبْه أيْقَظ غَافْلكْ دوبْه

وأنَا قَلبيْ وطَنْ أرضَهْ سمَاكْ وبيتَهْ الكُراس
جبِينَك شَمسَهْ فْ صُبحَ الوَلَهْ وجْروحَكْ شعوبهْ

أنَا قدّامك اخْتَرنيْ حَبيبكْ قَبْل كِل النَّاسْ
أوْ إنِيْ مثْلْ عشَاق ٍ هَووّ رمشكْ وضَاعوا بهْ