ثنائيات الغرق - خالد صالح الحربي

يَغْرَق الشّاعر بْفَقْرِه و يتَدَاعى
لإنهيارٍ لَم تعَرْف الأرض مِثْلِه

نِصْفِه الأوّل : يلوّح له وَدَاعا
ونِصفِه الثّاني كأنّه جِذْع أثلَه

***

يَغْرَق الشّاعِر بْجُوعِه و يتَكَدّس
مثلما ، مَا لِه شبيه وْلا مشَبّه

مَا مَعَاه إلاّ رصاصَة في مُسدّس
واصبِعٍ وَدّى التّشهُّد يَمّ رَبّه

***

يَغْرَق الشّاعِر بْغُربَه فِي بلادِه
كُلّما حَصّل بمُخبَاتِه هَويّة

قَيّد الرُّخصَة برُخصَة للقِيَادَة
ثُم تَهَجّى القُنصليَة : قَنص ليّه

***

يَغرَق الشّاعِر بدينه في يدينه
ويترفّع عن بلاطك يالحُكومة

قبل يومه ، كان بَرّاة المدينة
كان بَرّاة المدينة ، قبل يومه

***

يغرَق الشّاعِر بهَمّه ثُم يهمهم
من يسلّفني شويّة من فضاءه ؟

ينتبه إنّ الوُضُوح أحيان مُبْهَم
زَيّ مالظلما غدت قِمّة إضاءة

***

يغرق الشّاعِر بيَاسِه ويتقندَل
ضاربٍ في حائط الآمال نبضِه

يصنع من آلامه الغضّات مندَل
لأجل يشعُر إن هذي الأرض أرضِه

***

يغرَق الشّاعِر بشِعرِه ثُم يصحي
مَا معاه إلاّ هواميش الكِتَابَة

نصفِه الأوّل جُنونٍ قبل يمحي :
عَلّق الباقي بطيشٍ من سَحَابَه