طفلة غزة ( هدى ) - خلف الكريع

آخر الأخبار .. قبل اسبوع مدري يمكن اكثر
بالضبط .. مدري ما اتذكّر
يكفي اتذكر مواعيد التداول ..
موعد الراتب ،، وموعد سهرتي مع اصدقائي ..
موعد الحفل الغنائي ..
وباقي اشيائي الغبيّة ، وشي باقي من غبائي
وحنّا العرب ، عشنا في هالدنيا ثلاث انواع :
• بعضنا الآفل : عزيز ٌ ومُطاع .
• وبعضنا الحاضر : رخيص الدم ، ملوّي الذراع
• وبعضنا اللي ما بعد جا : ضاع
المهم / الهم ، إنه ذات ظهر .. أو ذات عهر .. أو ذات موت لما بقى من طُهر
كانت الأخبار تعرض : وجبة الذل المسائي
وحنا على فكره .. من فضل ( بوش ) المُقتضى شكره
نفطر / على مشهد من دماء الضحايا ( بالعراق )
ونتغدى / مع زود الدسم سماً ( فلسطيني ) المذاق
ونتعشى / ( بالشيشان ، أو الأفغان ) أو أيّة أرض فيها دم للمُسلم يُراق
نحب أو نكره .. ونفس الحكي بكره
ركيت راسي فوق قطن وسادتي ..
وقعدت افتش بالمحطات الغبيّة في ترف / كعادتي ..
يا سادتي هذا وكان القصف في غزه بدا :
وكانت ( هدى ) ..
تصرخ ويخذلها الصدى .. تركض وينفيها المدى ..
كانت هدى .. تنكث تراب الشاطئ المقصوف ..
يراودك ذلك تصد .. وتصيح بك نخوتك شوووف ..
شوف ، واستمتع بنكهة وجبة الذل المسائي ..
العرض متواصل بفضل القنوات اللي حكومات العرب تصرف عليها بالملايين
والمشهد المُخزي عُرض مصحوب مع لحن ٍ حزين
كانت هدى .. تتمرّغ بتربة قبور الفاتحين ..
تندب سيوف المسلمين ..
تندب صلاح الدين
وتصيح : يابه ..
آه يابه ..
آآآه ياابه ..
آآه من لدموع الاطفال البرئيه والغلابه
آآه من للصرخه اللي ترفض اليُتم وعذابه
آآه يابه ..
آآه من لي بعد موتك ..
من يوصلني لباب المدرسه بعدك يا يابه ..
من يدفيني بعز البرد في حضنه وفي ريحة ثيابه ..
من يناديني بعد موتك: يا بنتي ؟؟
من بعد موتك ليا مني سألته من أحب الناس عندك ؟؟
جاوب : انتي
آآه يابه .. آآه يابه ..
آآه وين القى بعد صدرك آمان ليا علا صوت القنابل وارتعبت ..
آآه وين القى بعد وجهك أمل إذا منعوا عنا اليهود المدرسة يابه .. وتعبت
آآه وين القى بعد فمك صباح الخير ، في اليوم الجديد ..
آآه وين القى بعد زولك فرح في يوم عيد
آآه يابه .. آآه يابه ..
هو بقى حاكم أبي ؟؟
في وطنّا العربي
وانا اعرف أني لو اوزّع صرختي من كل فم ..
ما سمعني لو سمعني حاكم ٍ كالمعتصم ..
واعرف أني لو بكيت اللي بقى لي من سنين ..
ما سمعني لو سمعني ناصر ٍ يشبه صلاح الدين ..
نام يابه ..
نام وانا ما رجيت الا الله الواحد ، ويغني عن عباده ..
نام يابه ..
واوعدك لاكبر على الايمان واحيا بالعباده ..
ان خفت طمن روحي القرآن ،
واتلحف ان جا البرد سجّاده ..
نام وانا اوعدك يابه ..
ما أنتظر حتى حماس وفتح .. تحضى بفرصة صلح
وإني لاحزّم خصري بأعتى القنابل ذبح ..
واعلّق ارواح امي واخواني على رقبتي قلاده
وادعي لي يابه بالشهاده ..
؛
إنتهى ( المحكي ) من المشهد وما لم ينحكى
بعضنا ما قاوم العرض .. وبكى
بكى .. بكى .. بكى .. بكى
حتى تعب .. ثم سحب ، مركى وحط ايده عليها وارتكى
وبعضنا سب الحكومة والرؤساء العرب ..
وبعضنا شال الريموت بكل برود ..
وحط روتانا طرب
فقلت : الثمي يًتمك ونامي يا هدى ..
كلنا مكسور بالعبرة .. ولا به فاعلٍ أو مبتدأ ..
ياليل ما بعدك نهار ..
ويا ذلنا المدرار .. ما منك فرار ..
لله در : النفط ، والتاريخ ، والأجداد الابرار ..
ما خلّوا لنا اعذار
ويا أمة المليار :
يا للعار .. يا للعار .. يا للعار ..