طُهر الأيادي ( يمّه ) - خلف الكريع

هذا ماهو شيب .. لا تبكين .. ماهو شيب يمه
لا يهولك منظره في راسي وتبكين .. عادي

لا يغرّك لونه الأيبض .. ولا يفجعك كمه
صدقيني ماهو من الشيب هذا اللون بادي

تذكرين .. اصابعك لما تبعثره وتلمه ؟
يوم كنت اوسده رجلك .. واروّض لك عنادي ؟

كل ما مشيتي اصبع بين شعراتي تشمه ..
لين صارن بيض من كبر الغلا وطهر الايادي

شرّعي لي حضنك الممطور بالمسك ابخمه
خمة ٍ تبرا بها روحي من جروحي .. وانادي

ما ابي مْن الناس : غير اذكارك وريحتك لمه
ولا ابي مْن النور : غير سراجك العن به حدادي

وما ابي مْن العز : غير اللي تحت رجليك قمه
ولا ابي مْن الأرض : غير جلالك اعلن به بلادي

ودي ارجع ( طفلك المغمور ) واللي كان همه ..
يصعد / اطول نخله .. ويشرب / من حثال العوادي

يغسل نعاسه ( باذان الفجر ، واصوات الأئمه )
ويونْس الشيبان لا رتّل لهم : ( قل يا عبادي )

ويسرق اول ( خبزه لصاجك ) ويخفيها بفمه
قبل ما يصحى حدا اخوانه .. ويحتد التمادي

طفلك : اللي ذنبه انه ما غسل بالدمع كمه
لين صار الكم الابيض من بطا دموعه رمادي

ما يخاف الا : بكاك ، ودعوتك : ( حمىً تحمّه ) ..
لا ركض جنب القليب وسمع نبضاتك تنادي

ولا كشخ ( بشماغ ابوه ) وشفتي الانظار يمه :
تغصبينه / يشرب ( القروه ) بخوف ٍ لا إرادي

ودي امسح دمعة ( استاذي الفلسطيني ) واضمه
لا بكى في ( حصة التاريخ ) من ظلم الاعادي

واعتذر له عن سخافة جيلي وخذلان الامه
واتعلم منه كيف اروي يقيني باعتقادي

واسأله ليه المجاهد عندنا مهدور دمه ؟؟
ومن ربط حدوتة الإرهاب بالفكر الجهادي ؟؟

وليه نسمع بألف دعوة صلح مع راهب وعِمه
والف خنجر يشهر بوجه المطوّع في بلادي

ودي ارجع طفل : بعض عيوبه اجمل من شيمه
يوم كان اصغر رفاقه عمر .. واكبرهم مبادي

ودي افتش بتاريخي عن احلامي المهمه
قبل ما تهزم جيوش اليأس صبري واجتهادي

ودي اوشي بحزني الحاضر لماضيّي وانمّه
يمكن انقذ جمرة سنيني من الموت برمادي

بس وشلون اقدر ارجع ؟ ليه ما قلتي لي يمه ؟
ليه ما قلتي لي ان الشيب مشتاق لسوادي ؟

ليه فهمتيني ان الخوف من بكره مذمه ؟؟
ليه خليتيني اكبر واحمل ذنوب اعتدادي ؟؟

وين اعيّن خير يمه ؟؟ والأمل من غير يَمه
الحطب يا ميّّه قليّل وبرد الليل سادي

كل ما غرست غصني سافي الحرمان دَمه
واشعر اني وردة ٍ مزروعة ٍ في بطن وادي

وانا والله ، ما رضيت بهالعنا من قل همه
ولا كبا غير الدروب اما انت وافي يا جوادي

احمد الله جاعوا عيالي وانا شبعان ذمه
ما زرعت الا الوفا والناس تاكل من حصادي

ما عرفت الاي خال لخاله وعم ٍ لعمه
يوم ما ياسع هموم القوم غيرك يا شدادي

وانتي يُمه .. لو بكيتي شيبي وهوّلك كمه
قلت يُمه : ماهو من الشيب هذا اللون بادي

تخبرين ( الثلج ) لا منه تكدّس ( فوق قمه ) !؟
هذا ثلج .. وراسي القمه .. فلا تبكين عادي !