الغابة - خلف الكريع

يُحكى .. انه .. كان به طفلٍ .. ومل العابه
والطفل .. طبعه يمل .. يْمل حتى ثوبه

مل .. من خطواته العرجا .. وغمز اترابه
ونظرة الرحمه بعين امه .. وضيق دروبه

مل .. من أكذوبة استاذه .. و زيف كتابه
مل .. من جدران مدرسته .. وشوك ذنوبه

المهم : الطفل هذا .. كان غير اصحابه
مختلف في كل شي .. طيشه .. زعَلْه .. اسلوبه

كان يبحث بالقواعد عن : محل اعرابه
( خطوةٍ مجروره بخوف ويدٍ منصوبه )

كان لا ضاف الظلام بصدره ومحرابه
ينزوي لاحساسه وذاكرته المسلوبه

يختلي باحلامه المسجونه بدولابه
ويتفتت شي من صبره .. وليل غروبه

لين جا يوم .. وفتح لآآآآخر طموحه بابه
وانصهر كل الجليد اللي تكدس صوبه

وجا يفتش عن ( وطن حلمه ) بوسط ( الغابه )
في يده شمعة حنين وخنجرٍ معطوبه

شايلٍ دفتر جراحاته .. وسيل اسبابه
ولا معه غير الأمل بعيونه المرعوبه

ما معه غير الشتا .. والبرد بين ثيابه
وشي من ريحة تراب المدرسه .. بجيوبه

وذكرياتٍ كل ابوها مُرّه وكذاااابه
و (جزء عمَّ ) ، وبعض من ( طه ) ، وبعض ( التوبه )

وظُلم ذو القربى .. وطعنه من أعز أحبابه
وعبرةٍ تتحشرج بحلقه تقل مغصوبه

و.. ورقه عليها ( قلب احمر ) وفيها كتابه :
(( حاول انك تحرق الذكرى .. وانا .. مخطوبه ))

ومشهدٍ يسرح بذهنه كل ما ينتابه
يوم يبكي .. فوق جثة صاحبه .. ويذوبه

ويوم حطه في ذرى قبره .. ودم ترابه
ويوم طاحت دمعة عيونه على الناصوبه

آآآه .. يا عمرٍ شربته مُر .. ليه اروى به ؟؟
والرجا ما شاح لي ياكود .. دوبه .. دوبه

و آآآه .. يا تاريخي الموءود .. ليه ارضى به ؟؟
وانا ذو عزمٍ شديد وكلمتي مهيوبه

هاك مني العلم يا وقتٍ يباس اعشابه
يوم مليت الوطن .. وارض الوطن .. وشعوبه

يا زمانٍ ماعرفنا .. حرّه .. من .. غرابه
كود بعض اهل الوفا .. واهل اللحى المخضوبه

ويا زمانٍ صارت الاضداد به تتشابه
لين صار الصبح يخشى مْن الظلام يشوبه

ويا زمانٍ ما بقى للحق به طلاّبه
ولا بقى بنفوس ناسه شيمةٍ مطلوبه

ويا زمانٍ ضااااق بي وسعه .. وضقت ازرا به
واجتهدت اصد عن بغيه .. وادس عيوبه

ابشر ف برقٍ يزلزل عالمك وتهابه
تنهدم له ( قلعة الأفاك ) طوبه .. طوبه

وابشر بسبعٍ تخيل الموت بين انيابه
لا زأر خرّت جبال العالم المنصوبه

وابشر ف حرٍ فناد العمر في مخلابه
لا صفع وجه السما .. واوجستها مقلوبه

وابشر ف بحرٍ فهق موجه وطش حجابه
لين تصبح كل نارٍ همده ومغلوبه

وابشر بسيلٍ يصب الغوث بين اشعابه
يورث الجدبا ربيع .. وخضرةٍ .. وخصوبه

وابشر بشعرٍ يصيب السحر من يقرا به
كود يصفق في يديه .. ويدخل... ب....غيبوبه

وينهب الباب الخلابق .. لا سمعوه .. نهابه
به مفاتيح القلوب .. وحكمةٍ مصبوبه

من فرايد شاعرٍ .. لا قال : اجيبه .. جابه
خابرٍ ربه عطاه .. وعارفٍ مطلوبه

لا بتعد .. كل القصايد .. تحتفل بغيابه
ولا حظر .. كل القصايد .. ترتجيه التوبه

ولا رفع كفه وقام يشير بالسبابه
شفت كل قلوب حساده .. تهاوى صوبه

ولا تنحنح قبل يقصد .. واعتلى مرقابه
تنفتن لاشعاره المزيونه الرعبوبه

كود لو ماهو يسمّي .. قبل .. ما يبدا به
غير قالوا : ( من كلام الجن ) .. واختلفوبه

و .. والله انه من صميم الذات شال ركابه
لين سموني عليه : الشاعر الاعجوبه

و .. والله انه صعب مع غيري .. ولا يحظى به
و .. والله اني يوم قلته .. ما لقيت صعوبه

كل بيت .. يجّر اخوه .. تقول : ( حشد ذيابه )
وكل فكره .. تنصهر .. ثمٍ تجي مسكوبه

لو سمع به سيّد الشعّار : سال لْعابه
واعتزل شعره .. ويزهد بدْرره ، وذهوبه

ولو مكّنّي حاسدي .. وانا اكتبه واَعنى به
غير يعرق بس يقرا .. ابياتي المشطوبه

ما لحنته لحن طاروقٍ ولا .. ربابه
كود اصبه ( صب فنجالٍ صفى مشروبه )

ان عشقته .. قولوا : اني سيْد كل احبابه
وطبع مثلي ما يقصّر بالغلا لمحبوبه

وان عتقته .. قولوا : اني طفل .. مل العابه
والطفل .. طبعه يمل .. يْمل حتى ثوبه