حالات - علي الدميني

1- الطائر
رهيف الهوى سيّدٌ
وعينٌ ترى ما يلي
تخضبت بالكائنات
وقاسمتها قاتلي
يشاغبني وجهها
واصفو قلا تنجلي
ملئُ بما ليس لي
أن الطائر الجاهلي
كيف لم نختلف؟
أنت عرّيتني من صبايَ، وهيأتني حارساً للمسرّاتِ
يا ملاك الصدفْ
في كل هذي الغٌرَفْ
وأنا كنت رمحك في الصيد
كيف لم نختلف؟
لكنني دائماً لا أصيب الهدفْ!
2- هكذا
هكذا دون وهمٍ ولا ادعاء
دون مرثيةٍ لامعةْ
يتقدّم نحوي هواءٌ من القشّ أبيضَ،
يلمس شَعْري،
ويعْلَق كالثلج فوق جفوني
وإما أهشُ على ظنهِ بفمي
تتحدّر عني السنون وتذهب في إثرهِ طائعة !
3- مسائل صغيرة
قيل ما يحزنك اليوم وقد حر الصيد، من أحلامه الأولى،
وهيأت التوابيت لبيت القدس، و الأمة،
وانحزت إلى نفسك سلطاناً على الصمتِ،
وبواباً على الذكرى،
فما يخرج منها غيرُ ما يُضحكُ أقرانك في الليلِ،
وما يجعل من سيرتها نصاً ضبابياً،
ومن أطرافها "فيلماً " من الكرتون
يلهو حوله الأحفادْ؟
قلت: لم أروِ لهم عن فتنة الصيد،
وعما يدهش الصيّاد!
قيل ما يُطربُ عينيك ولم تبرح جنوب الماءْ
لم تشرب من البئر التي تهوى
وقلبك، ذابلٌ ظمئٌ،
فما يروى ،
ولم تبصر من الأحلام إلا موتها المائل في الأصفادْ ؟
قلت:سحرُ الوهم في ما يشبه الميلاد
قيل ما يُثـقلك الآن وقد قاربت من خمسينك الأولى،
وما زلت غلاماً صالحاً للذبح في الأعيادْ؟
قلت: قرناي جميلان وأخشى أن يراني عارياً،
دونهما، الجلاّدْ.