هذا أنا ولا شبيهي ! - سعد زهير الشمراني

صورتي كانت كذا
لا ندى يغري عيون الفاتنات
ولا زهر فيها ولا حتى شذا
لونها لون التثاؤب
طعمها طعم النعاس
يعني مافيها مشاعر باردة إحساس
والمقاس أربعة في ستة ملون
على كرسي قديم
شاخت الألوان يمكن
أو تداخل بعضها في بعض يمكن
واحمرار أطرافها كنه يذكرني فضاه
بثرثرة عامل غشيم
كان اسمه
كان اسمه
كان إلا
اسمه محمد سليم
:
صورتي كانت كذا
جامدة مثل السياسة
باردة تملي مساحتها سنين الحزن وأيام الدراسة
كل طعنة من طعون أيامها ما تطعن إلا في الصميم
مرمرت شربي وزادي
البكا والهم يستوطن زواياها
من أقصاها إلى أقصاها
تعب غربة
سفر في كل وادي
:
صورتي كانت كذا
ينكشف فيها خفايا ركضي المجنون في بيض الرمال
اختلط دم الألم فيها مع لون الندم
وتمازجت فيها إنكسارات السهر
والمر وسيوف الزهر
والطيش والكسب الحلال
والسؤال:
كيف صارت صورتي بعيونهم مصدر جمال؟
كيف صارت غصن في حزمة حطب
مثل الذهب تختال وتثير الجدال؟!
ماحدث
أني عطيتك صورتي وأنا أعرف إني ماعطيتك من عبث
ماحدث
أني عطيتك صورتي وأنا اعرف إنك راح تكسيها بلونك
وألا يمكن ترسميها
بعد مانتي تغسليها ألف مرة في عيونك
تغرقيها في محيط أحلامك الواسع
وتنقذها أنامل وعيك الفطري
وفرشة ذوقك المجنونة
وقبضة فنونك
ريشتك مفتونة الإبداع والامتناع
يا طعم الحياة
لونتني بغير لوني
وأنبتت عشب التفاؤل في عيوني
واهتنت من لذة التوت الشفاه
فرشة الرسامة اللي جردتني من جلابيب الهموم
لفت الصورة بثوب الليل حتى
حولت ندباتها السودا نجوم
من خذت ضيمي من الصورة وأنا عايش بليا ضيم مفطوم الجراح
لونت صمت السنين الموجعة بأحلى تباشير الصباح
صارت الصورة كذا
وين راحت ندبة الخد اليمين؟!
إلا صارت مثل زهرة من زهور الياسمين
وين حزني؟! وين تيهي؟!
هذا أنا ولا شبيهي؟!
هذا أنا وإلا خفايا رغبة الريشة حكتني
مو مثل ما كنت لكن
مثل ما تبغي أكون
مثل ما تبغي أكون!