بنت اللذين ! - سعد زهير الشمراني

من حقها تختال في عز و إجلال
ست الدلال وسيدته الجليله

بنت الترف تاج الشرف شرحة البال
من صغرها بنت الذين جميله

كانت وهي طفله تندّر بالأطفال
مافيه طفل ما تشاغب سبيله

وكنا إلا مرت نوقف على جال
نرفع يدينا بالتحايا ذليله

هذا يراضيها وهذاك بهبال
وده على الجدران يشفي غليله

ننثر شقاوتنا على عشب الأسبال
حتى حمام الجار نسرق هديله

كل يحاول يحتويها ويحتال
لعلها عن عينها ما تزيله

يعنني أنا شوفوا كبار ورجال
صرنا الى مر السهر نرتكي له

ومسجل الشاصي على طول شغال
في كل ضرب وشعب تسمع وليله

عيسى يغني للمحبين ( رحال
عن ديرتك رحال) صبحه وليله

في دربها جهال واجد وعقال
مافيه درب جربت ترتمي له

حتى أنا لا قابلتني بمنزال
أحاول أخطب ودها وانثني له

لعلها تفتح لي دروب الآمال
وأطرق نوافذ قلبها واستميله

أرمي مشاعرها بورده ومرسال
وأنضح عليها قطر حبي وسيله

تضحك علي ولسانها بالحكي طال
وتقول أشوفك كن عينك طويله

مره وأنا في الشارع العب بصلصال
نصفي تراب ونصف راسي سليله

حاولت أبادلها الحكي مثل الأبطال
وأنثر لها غيمة سماي الظليله

وقلت يا برق ملى صدري إشعال
وجهك لمع كنه بروق المخيله

وطلة جبينك كنها كسرة هلال
والصبح ضيع في دروبك مقيله

قالت وأنا قدامها شبه تمثال
والله لأعلم بوك يا بو طويله

يمكن تقول لنفسها قلبه الضال
والله لألعن بالجفا سنسفيله

واني لأدوسه دوس وأذله إذلال
وأسود أيامه وأضيع دليله

ومره وأنا في ضحوة العيد جوال
حاولت أحاكيها ولا فيه حيله

مع إني ألبس بشت وشماغ وعقال
وأنا من أول ما أعرف ألبس فنيله

وقلت هذي قلبها غض لازال
إلا أكيد وتجربتها قليله

الله يجيبك بس يا طولة البال
الله يجيبك والنسايم عليله

تشوفنا في عينها شلة عيال
ياحظكم ياهل القلوب الهبيله

بنت المدينه في فضا الريف تختال
ما كنها إلا وحدها بنت عيله

ملسونة الأقوال مغرورة أفعال
تمشي على روس الاصابع ثقيله

فستانها الزهري وبكله وسلسال
والكعب عالي في الشوارع صليله

والشعر كنه يشتكي بعض الإهمال
تقول خيل ينفض السبق ذيله

وإن مال ملنا وين ماشعرها مال
لوهي تحن قلوبنا ما تميله

والورد من بستان وجناتها سال
وقف على حمر الشفايف مسيله

من زينها صارت عن الارض تنشال
وكل تمناها لقلبه خليله

حلوه ودلوعة حكي مترفة حال
في بيت موضات التباهي نزيله

خواتها يسقونها حلو الأقوال
وإلا أمها ماهي عليها بخيله

أحيان نلمح من ورى الباب بنطال
وكل إذا شافه يعلم زميله

يمكن خيال ويمكن يكون شي آل
غريب عنا ما درينا إش موديله

أفكار ما تنقال وأفكار تنقال
أكيد هذي يا مهابيل شيله

في ذمتي إنك ياعميان دجال
ياخي وتفكيرك منيل بنيله

وإلا إنقفل باب التلاشي بزرفال
لازم تنزل راسها تنحنيله

كانت إلا مرت وهي تلفح الشال
وأصابع الحنا تشد الجديله

تراب شارع بيتها العذب ينهال
بالعشب تحت أقدامها والنجيله

والباب مجدول العرايش والأقفال
تهتز جدرانه ويقدح فتيله

والزهر يرقص وأخضر الغصن ميال
والشوق يقطر من ورود الخميله

حتى الحمام إلا مشت جر موال
يشكي ولا يدري لمن يشتكي له

كم عاشق خلته للطرق شيال
حتى الشيوخ أهل النقا والفضيله

أبوي في مره لمح زولها قال
ماكن هذي من بنات القبيله

وإلا عرفها جر صوته بيالال
يعرض وأنا أشوفه وأسوي مثيله

كم تشبه البنت أمها حكمة اجيال
جيال قدامه وبعده وجيله

أنثر غناوي فاقته فوق الاطلال
وأستقرب دلاله وبنه وهيله

الولف ياسعدان ما جاك نقال
لو ما يجيلك لازم انك تجيله

قعد يغنيها على كل منوال
كنه يبرر غايته بالوسيله

أعيذها بالله من عيون الانذال
ولا قوه إلا قوة الله وحيله

مرت سنين وكنت لازلت بتال
أحفر دروب أيامها المستحيله

مرت سنين وجادت الشمس بظلال
كني رميت الحظ جاني بديله

حتى كبرنا وأصبح الشوق رجال
يشيلها مره ومره تشيله

والله ما باقي من الحب مثقال
الا تجرع قلبها سلسبيله

حتى ولو هي غابت سنين طوال
ما ظنها غابت عن البال ليله

استبدلت حرمان الأعوام بوصال
وأحيت قناديل الشموع الهزيله

بنت خفيف ظلها طيبة فال
يا حيها ورد الصباح ونخيله

بنت فعايلها عن ألفين رجال
وفزعاتها تسوى مشايخ قبيله