قبلة ماء - فريد عبدالله النمر

ضحكت وفي فمها الشفيف غنائي
يا ضحكها المجنون يبرأ دائي

ضحكت وفي الأصداء رنة صوتها
بين انتشاء الروح والأعضاء

وتسللت للقلب تعذب خفقه
بالعشق بوحا مونق الأيحاء

وإذا بها والورد شكّل خدّها
لغة النهار تقلّ كل ضياء

ذا طوقها الوردي يجمع شعرها
فيضيفها حسنا على استحياء

ذا ثغرها المرسوم نهر تورد
كالموعد الموشوح بالحمراء

ذا خدها المشبوب من جمر الهوى
نبت الدماء اللون بالأضواء

مازال يختصر المسافة وجهها
فيسيلني عطرا من الإيماء

إذ لون مبسمها الرقيق محفز
للذوق كي يسديه قبلة ماء

لأذوب في لقياه ثغر تعطش
بين اشتهاء للهوى ووفاء

يا هذه القبلات تخلق جوّها
في داخلي مشدوهة الأجواء

ستظل تخترق الدماء بفنها
وتهيج قلبا رائع الاصغاء

سيوقع التقبيل رائق عزفه
وسيلثم الضحكات لحن غناء

وبدفتر الحب المباح معنون
إن الحياء سجية النبلاء

فخذي ملايين الحياء لقبلة
من بعدها أمضي من الشهداء

ففداؤها كلي وبعضي وجهتي
ولأجلها سأكون عرس فدائي

فأنا وان ذهب الحياء بقبلتي
ساعيش دوما لحظة استثناء

سأعيش والقبلات توجز في فمي
إن الجنون الحب نهر شقاء

وسيعلم التقبيل أن مياهه
تئد الجفاف بقطرة استسقاء

وتموت أحجية السكون بعزفها
بين الشرود و قصة الضوضاء

ذا ثغرك العفوي ثغر طفولة
لغة تشبّ وفكرة استقصاء

ستصد عن وجع الحنين سنابلي
يا حنطة الحب الندي ببائي

حتى وإن كسرت كؤوس نبوءتي
لن يحجبَ الظلّ الشقيُ دعائي