حديث الاغراب - عبدالله بن سعيد الحارثي

البارحة والمسا معنا
والخوف لقلوبنا جلباب

اجسادنا في مضاجعنا
وارواحنا ليلها محراب

كن الملامح تطالعنا
والسقف والنافذة والباب

مستغربة من مواجعنا
ماتسمع الا حديث اغراب

مستلهمة من مدامعنا
حزن المساجين والغيّاب

البارحة كان يجمعنا
فرقى وغربه وذكر احباب

ياما وياما تنازعنا
فالبارحة والكلام عتاب

وياما وياما توادعنا
ويضيق بوجيهنا الترحاب

وبالضحك ياما تراجعنا
نزعل ونرضى بدون اسباب

وياما ضمينا وكم جعنا
وياما السهر فالليالي طاب

عيّا القدر لا يطاوعنا
صحيح واثر والقدر غلاب

البارحة في مطامعنا
ودّى الامل بالكلام وجاب

للظن بقلوبنا معنى
والظن في بعضنا ماخاب

ان كان ضاع الامل ضعنا
وتكسرت فالصدور انياب

وطحنا وطاح المسا معنا
وكانت حقيقه بقلب كتاب

اغراب توحي مسامعنا
والحزن بارواحنا ينساب

اغراب والليل يجمعنا
اغراب عشنا ضما وغياب

اغراب لو كان ما طعنا
ونموت تحت التراب اغراب