ملاذ النحل - عبدالله بن سعيد الحارثي

لا تنشديني علامه عود جسمي نحل
وانتي تعرفين من سيد زمان الجروح

في خبت الاحلام ناقة وبضلوعي فحل
يهدر ويزبد وله بين الحنايا جموع

من يوم صار الغموض يلف وجه المحل
وانا اعصر الارض وابحث عن مجرد وضوح

مالي وماللزمان اللي سرى واضمحل
يبوح والا عسى عمر الزمن ما يبوح

لو كان للنخل موقع في سواد الوحل
ما كان مضرب مثال ابن الحلال الطموح

اذكر وانا فالطريق ومر موكب زحل
شفتك على العرش بالوجه الحزين الصبوح

في معصمك نقش حنى وبهدبك الكحل
وبعاتقك رعد غيم ونوض برق يلوح

وبخدك الصبح وبثغرك ملاذ النحل
والمسك والعود الازرق من عروقك تفوح

قلت ازرعك في رصيف الذاكرة لو رحل
صوتك .. وصار المكان انسان من دون روح

لكن صوتك تربى داخلي واستحل
نزوح فكري وفكرت استميل النزوح

واحل عقدة ومن عقد حباله يحل
قدام لا يعقده حبل الزمان الشحوح

جيت ابدوي على العشبة نزل وارتحل
والبدو من حيث ما ينبت حياها تروح

انسان عابر شرب وجهك وعوده نحل
جالك بلا جرح .. واقفا ممتلي بالجروح