القطرة - عبدالله بن سعيد الحارثي

الفكر زيت و دمعة البارح سراج
والليل منفى العمر والذاكرة خبت

والقطرة اللي حولت صمتي إزعاج
لا جمدتني في منامي و لا ذبت

هموم صدري من سببها على صاج
شبت فتيلتها و انا اللي تلهبت

تقبل علي افواج وتغادر افواج
من مغرب الجمعة ليا مغرب السبت

طيرت حلمي للسما ذات الابراج
واخضر تحت ابراجها دفتر النبت

واخذت اغني للمراسي والامواج
وابوح للما لين طبت وتشعبت

لعل بوحي يشتعل صدق وهاج
فالليلة اللي عن مخاسيرها تبت

الليلة اللي صدرها ريح وعجاج
مشحون عاتقها من الضيق والكبت

ضيعت فيها كل مدخل ومخراج
وشرقت فيها بالخطاوي وغربت

الشاعر الغربة وأنا غربتي تاج
على جبيني طبت وإلا تعذبت

ما والله أحبس غربتي بين الادراج
حضرت وايامي شدايد ولا غبت

احتاج واكتب صدق واكتب ولا احتاج
للنار والما لن تعذبت وان طبت

وطعوني الخضرا لها ضيق وافراج
وش كبرها لاصار بأعماقي النبت

مهما تشيخ و ترتقي برجها العاج
تبقى الطعون نياق والذاكرة خبت