شوق - عبدالله عبيان

دخيل البرد يا جمرة غرامٍ شبها مخلوق
تحت ضلعٍ من اول ما عرفها ماعرف راحة

يذوب الثلج في حضن الشتا لا من تذكر شوق
وهي تمشي تبسّم للسحاب وتشعل رياحه

تغنّى للشمال اللي تلالا في سماه بروق
على نغمة هواه وكل طير يضمد جراحه

انام بليل رمش عيونها الخجلا سنه وآفوق
ليا منّه سكر من دمعتينه واطلق رماحه

على صدرٍ ترابه ما يعاتب سقفه المحروق
مادام إن شوق في روضة ثراه تشيل مفتاحه

تجي فوق الورق مثل الندى اللي ينهمر من فوق
ويوقض همسها زهرة ربيع دوم فواحه

جمال في دلالٍ في كمالٍ يبهر المخلوق
يباهي بأصلها اللي ما تلاشى نور مصباحه

أهلها لأعتزوا فوق السبايا يحتمون النوق
من اول يوم عصر المرشحه والسيف والساحه

وانا مثل البشر مخلوق من دم ولحم وعروق
احب المستحيل ولي خفوقٍ تكفخ جناحه

يزف الغيمه اللي صوتها من دمعها مخنوق
على صوت الربابه والحزين يلم مسباحه

اجي والجو غايم وان سجع طير الحمام آروق
على طاري القصيد وكل حرفٍ يلبس وشاحه

وانا لك لو يطول بنا المدى عند الوعد ياشوق
نسيم يعشق الغصن الخضر ويهز تفاحه