آخر رسالة - عبدالله عبيان

الليل يا هند سولف عن غياب الهلال
وانا اتحرّى تفيق الشمس عن نومها

أرسم مدينة غفت في عين قطب الشمال
وبنتٍ تحاول تشد النور لنجومها

يا هند فيها عرفت أن السهر ضيق بال
والبرد يشرب ظما العشاق ويلومها

لا لا تقولين ضيعته بكثر الدلال
والهمس وآخر رسالة عشق ورسومها

اية رسايل واية حب واية جمال
بلاي يا هند ناس ضاعت علومها

صدوا عن القدس كن القدس صعب المنال
ما حركتهم عجوز شقت هدومها

وبنتٍ تنفّض غبار الراس من غير شال
فكوا حمام السلام ومات بهمومها

صاحت من الضيم وانهارت ونادت تعال
يا المعتصم ما لها إلا سيف زيزومها

يا هند لو هم سقونا سمهم باحتيال
بكره نداوي هل ال( كيباه ) بسمومها

يا ويلهم لا شهق وجه السما للجبال
وثارت براكينها واشتدت عزومها

يا ويلهم لا بكا زيتون حيفا ومال
وجاوب صهيل البنادق صوت مظلومها

نارد على الموت كن الموت عذبٍ زلال
وارواحنا في سبيل القبه نسومها

يا هند لا صاروا اصحاب الشْمال الرجال
لا بو يمين تمد البن لخصومها

لا صار في شرعهم دمع اليتاما حلال
في شرعنا نشعل البارود في يومها

يا هند من بعدها يطلع علينا الهلال
وتفيق شمس الضحا ياهند عن نومها