سيرة الحب - علي السبعان

الحمد لله ولا يُحْمَد على فَجْعَه
إلاّ الذي له نفوس عْبادِه وْداعَه

القَلْب يحْزَن وتسخي العين بالدمعه
والصَبْر هَدْي النّبي وآنا من اتباعه

لكِنّ.. عِظْم المصاب وْفِطْرَةْ النَزْعَه
تغْلِب على القلب وِتْزَعْزِعْه من قاعه

وانا اشهد ان القلوب بْحَقّ مِنْوجْعَه
حتى لو الموت حَقّ.. النَفْس جَزّاعه

الاعمار مشوار وايّام الدّهَر سَبْعَه
لو نقْلِب الكون ما زادت وَلَو ساعه

ولَو كلّ نفسٍ بما تكسَبْه مقتنعَه
ما نَنْشِد الوقت عن صيفه ومِرْباعه

والموت ما هو سُوى.. ولا استوى وَقْعه
والناس ما هُم سُوى.. ضَرٍ وْنَفّاعه

أحْدٍ يجي من عَدَم ويْروح للقَلْعَه
واحدٍ بوَسْط القلوب مْشيّدْ قْلاعه

واحْدٍ يعيش الظلام ويلْعَن الشمعه
واحْدٍ شموس النَّقَا تِسْرَجْ من شْعاعه

واحْدٍ إذا مات جَتْ سِيْرَتْه منقَطْعَه
واحْدٍ يِشَيَّعْ وذِكْره شاع واشياعه

واحْدٍ يموت (الخميس) وْيِنِّسيَ (الجمعه)
واحْدٍ يمُوت وْتحَسْب انْ موته اشاعه

والشيخ (مكتوم) حِزْنه فاض عن رَبْعه
شِبْه الجزيره.. بكَت ثلاثة أرباعه

والعالَمْ أعلام منكوسه وْمِرْتفعَه
أجْمَعْ على الحِزْن.. لو لا يمكن اجماعه

إلاّ ل(مكتوم).. صار أضداد مجتمعه
أعلام وإعلام.. مرئيّات واذاعه

هذا وهو عاش ما يَرْكِض وَرَا سِمْعه
في وقتٍ السمعه أمسَتْ تِصْنَعْ صْناعه

ما يعْشَق الضوء.. بسّ النور هو نَبْعه
ما يَرْفَعْ الصوت.. لكنْ صمته اسراعه

نَفْسِه عن الحِكْم مَيَّاله وْمِقْتنعه
للحكمه أقْرَبْ مِنِهْ للحكْم وِصْراعه

لا هايبه نَفْسِه وْلا هي بِمنْدفعه
وَلا هي بْزخْرُف السلطان طَمَّاعه

سبحان رَبّي.. وضَعْ به كل شيْ وَضْعه
له قَدْر هيبه وعنده رحمة شْجاعه

سِيْرَتْه بالحبّ مكتوبه وْمِنْطبعه
في قَلْب شَعْبه ومَن هُم حَلّوا بْقاعه

لحَقْت منْها ثمان أعوام أو تسعه
في مَرْبعه يا عسى الفردوس مِرْباعه

عَرَفْت فيها من أخلاقه ومن طَبْعه
ما يملك النفس من شِيْمَتْه واطباعه

في ذمّة الله.. وبَعْدِه ما لنا فزعه
إلاّ بشيخٍ يشِلّ الراس مفزاعه

صاحب سموّ الكَرَمْ والمَجْد والرِفْعَه
رِكْن العلا وَالفَخَر والشِعْر وابداعه

أعني (محمَّد) ويوعى القول من سِمْعه
ولْعَلّ مَن يبغضه عن شخصه دْفاعه

وانا اشهد إنّا على ما قِيْل.. حِنْ تَبْعِه
(رُمحه وكَفّه وسيف الشيخ وِذْراعه)

منّه لَنا القَدْر والتقدير والرِبْعَه
وِلْه الغَلا والوَلا والسَمْع والطاعه